مراتبها متدنية اقليما ودولياً وفقا لاحدث احصائية عالمية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اظهر احدث تقرير عالمي لترتيب مستوى الجامعات في العراق واقليم كردستان حصول تراجع كبير في ترتيب جامعات اقليم كردستان مقارنة بالجامعات الأخرى في العراق ودول الجوار.
ووفقا للتقرير الذي نشره الموقع الرسمي لترتيب الجامعات في العالم تراجع مستوى جامعات الاقليم بنحو كبير عن العامين السابقين، على الرغم من ان اقليم كردستان يمر باوضاع مستقرة نوعا ما مقارنة ببقية مناطق العراق، فضلاً عن وجود ميزانية كبيرة وتواصل جيد مع العالم الخارجي والعراق.
رئيس معهد (PAY) للتربية والتنمية الدكتور سرور عبد الرحمن عزا تراجع مستويات التعليم العالي في الاقليم عالمياً، الى عدم وجود خطط وبرامج لتنظيم التخصصات في جامعات الاقليم ومواءمتها مع السوق واحتياجات اقليم كردستان، فضلاً عن عدم وجود وزارة تعليم عالي بمستوى المسؤولية واحتاجيات جامعات الاقليم التي لم يكن لديها سياسة واستراتيجية واضحة، اضافة الى عدم وجود سياسة واضحة لدى حكومة الاقليم، التي كانت تسعى لاستيعاب العدد الهائل من الطلبة في الجامعات على حساب مستوى ونوع التعليم والبحوث في الاقليم.
واضاف عبد الرحمن في حديث للصباح الجديد، ان احد اهم الاسباب التي تكمن وراء تراجع مستوى التعليم في الاقليم، يعود الى عدم وجود اية تخصيصات او ميزانية للبحوث والدراسات في الاقليم، واردف « لذا فاننا نرى بان البحوث والدراسات التي تجرى تنحصر في حصول الباحث على ترقية وعلاوة ولاتعتمد التنمية والتطور العلمي في الاقليم اساساً لها.
وفي معرض رده على سؤال حول تأثير تدني المستوى العلمي على مستقبل الطلبة، اوضح رئيس معهد (PAY) للتربية والتنمية، ان الطلبة اصيبوا بالاحباط نظرا لان الشهادة التي يحصلو عليها بعد سنوات من السعي والجهد والمثابرة لاتفي بحاجتهم، وهي لاتضمن لهم لا الحصول على تعيين على ملاك حكومة الاقليم، او وظيفة ملائمة في القطاع الخاص، وان تخرج الاف الطلبة من جامعات ومعاهد الاقليم سنوياً وتعذر على فرصة عمل في الاقليم، خلف تضخماً كبيرا في الشهادات والتحصيل العلمي مقابل عدم وجود فرص متكافئة للعمل في الاقليم.
وعبر عبد الرحمن عن اسفه لعدم وجود اهتمام من قبل حكومة الاقليم بالاعداديات والمعاهد المهنية لاعداد كوادر متوسطة تلمئ الفراغ الحاصل في سوق العمل، الذي اثر على بروز البطالة المقنعة في دوائر ومؤسسات الاقليم، وتراجع انتاج الشباب الذين اصيبوا بالملل لعدم وجود فرصة عمل متاكافئة مع تحصيلهم العلمي.
واعتبر عبد الرحمن التجربة الراهنة للحكم في الاقليم، فريدة من نوعها عالمياً، قائلاً «هي نموذج فريد للفشل والتخلف وانعدام التخطيط والبرامج وتجاهل الخطط العصرية الحديثة، مضيفا «ان المسؤولين في حكومة الاقليم تجاهلوا جميع المقترحات المقدمة لاجراء الاصلاحات الادارية والاقتصادية خلال السنوات الماضية في الكابينات السابقة لحكومة الاقليم متنمياً ان لا تكرر الحكومة الحالية نفس الاخطاء التي مرتب بها الحكومات السابقة.
وتابع، ان من ابرز الخطاء التي تتكرر دائما في حكومات الاقليم المتعاقبة هي الاعتماد على شخصيات غير كفوءة لشغل الوزارات ومؤسسات القطاع العام، فضلا عن عدم قدرة المسؤولين على رفع يد الاحزاب عن مؤسسات الاقليم.
واشار الى ان هناك نقطة اخرى مهمة، هي اعادة النظر في القوانين التي تخص مجالات التربية والتعليم العالي في الاقليم، وترسخ الصراعات الحزبية وتجذرها في دوائر ومؤسسات الاقليم التي بلغدت حدا يتعين معه تعيين رئيس جامعة او عميد كلية او مدير مدرسة او مدير احدى الدوائر، ان يكون المرشح عضوا في احد الاحزاب الحاكمة في الاقليم: وتساءل لماذا يجب ان تخضع جامعات الاقليم لهذا المعيار الحزبي في التعيينات الذي يشير الى عدم وجود اية خطط وبرامج استراتيجية.
وكانت احدث احصائية عالمية لترتيب الجامعات في العراق، قد اظهرت تراجعاً وتدني في مستوى جامعات اقليم كردستان مقارنة ببقية مناطق العراق والمنطقة والعالم.
وتظهر الاحصائية التي نشرها الموقع الرسمي لترتيب الجامعات في العالم، تذيل جامعات الاقليم ومجيئها في المراتب الاخيرة وفقا لترتيب الجامعات العراقية، حيث تذيلت جامعة السليمانية ترتيب الجامعات العراقية، متصدرة جامعات الاقليم بالمرتبة 4022 عالمياً، تلتها جامعة صلاح الدين في اربيل بالمرتبة 4146 ، ثم جامعة عشق بالترتيب 4882 ثم جامعة صيدلة اربيل بالمرتبة 5369 ، وجامعة دهوك بالمرتبة 6001، وجامعة سوران بالمرتبة 6462، وكركوك بالترتيب 6638، وحلت الجامعة الاميركية بمحافظة السليمانية بالمرتبة 7708، تلتها جامعة كوية بحصولها على الترتيب 9133، والجامعة التقنية بمحافظة السليمانية بالترتيب 11398 عالمياً، وجامعة زاخو بالتريب 12130، ثم جامعة كومار (الجمهورية) بحصولها على المرتبة 12924، وجامعة جيهان في اربيل 13968، والجامعة اللبنانية الفرنسية في اربيل بالترتيب 15646 وجامعة نوروز التي حلت في الترتيب 16910، وجاءت بعدها جامعة رابرين بالمرتبة 17304 تلتها الجامعة الاميركية في دهوك بالمرتبة 17395 والجامعة التقنية بدهوك بالتريب 17721 ، وجامعة جرمو 18206 وجامعة كرميان بالمرتبة 18920 والجامعة التقنية في اربيل بالمرتبة 19817، بينما جاءت جامعة جيهان بمحافظة السليمانية بالتريب الاخيـر بالترتيـب 20491 .
وبينما اكد عبد الرحمن عن اهمية الاستفادة من التجارب الخارجية واستقدام الجماعات الاجنبية لتطوير وتنمية الجامعات ومستوى التعليم في الاقليم، الا انه اشار الى ان انشاء هذا العدد الكبير من الجامعات في الاقليم العراق على حد سواء تحول من حاجة لرفع مستوى التربية والتعليم، الى تجارة مربحة لبعض المستثمرين، لذا فان كثير من هذا الجماعات تورطت بقضايا فساد على حساب الواقع العلمي والمعرفي في العراق واقليم كردستان، قال انه سيكشف عن حجم الفساد والمحسوبية بجامعات الاقليم خلال تقرير ينشره في المستقبل القريب.