رجح لجوء مليوني مواطن الى تركيا
متابعة ـ الصباح الجديد :
اتهمت الأمم المتحدة علانية امس الإثنين، الجيش السوري بمخالفة القانون الدولي الإنساني جراء هجومه المستمر على المناطق والمراكز المدنية من مستشفيات ومدارس، مشيرة الى احتمال فرار مليوني مواطن الى تركيا اذا استعر القتال اكثر في شمال غرب سوريا، سيما بعد انخفاض أموال المساعدات بنحو خطير.
وفيما يواصل الجيش السوري المدعوم من روسيا شن هجوم جوي وبري على آخر معاقل المعارضة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبنحو دبلوماسي، عزم روسيا والجيش السوري، مواصلة الهجوم الذي أجبر عشرات الآلاف بالفعل على الفرار من منازلهم.
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية بانوس مومسيس «نخشى إذا استمر ذلك واستمر ارتفاع أعداد (النازحين) واحتدم الصراع أن نرى فعلا مئات الآلاف.. مليون شخص أو مليونين يتدفقون على الحدود مع تركيا».
ويشكل الهجوم المستمر منذ أواخر نيسان، والذي يركز على المناطق الجنوبية من محافظة إدلب والأجزاء المتاخمة من محافظتي حماة واللاذقية، أسوأ المعارك بين الرئيس بشار الأسد والمعارضة منذ الصيف الماضي.
وقال مومسيس لرويترز في جنيف إن الوضع في تدهور وإن اتفاقا بين روسيا وتركيا على خفض التصعيد في القتال هناك لم يعد مطبقا فعليا.
وأضاف «نشاهد هجوما يستهدف فعلا، أو يؤثر على، المستشفيات والمدارس في مناطق مدنية، مناطق فيها سكان وأماكن حضرية، وهو ما لا ينبغي أن يحدث بموجب القانون الدولي الإنساني».
وتابع قائلا إن منظمات الإغاثة تلقت تشجيعا على إطلاع الأطراف المتحاربة على أماكنها لتجنب إصابتها، لكن موظفي الإغاثة يرتابون في مثل هذه الطلبات بعد ضربات جوية متتالية على مستشفيات.
«طلبنا قبل أشهر قليلة ضمان ألا يحدث هذا السيناريو الكابوسي.
في الواقع إنه يحدث أمام أعيننا الآن ونحن نتكلم».
وفيما يتعلق بالمساعدات، قال مومسيس إن الأمم المتحدة طلبت 3.3 مليار دولار لتمويل العمل الإنساني في سوريا هذا العام وإنه رغم التعهدات السخية فإنها لم تتلق سوى 500 مليون دولار فقط حتى الآن مما يجعل جهود الإغاثة مستمرة بالكاد.
في السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا والجيش السوري سيردان «ردا قاسيا وساحقا» على اعتداءات الجماعات الإرهابية من إدلب.
وذكّر لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره من مالي في موسكو امس الاثنين ، بأن «الإرهابيين ينفذون باستمرار هجمات استفزازية، ويقصفون بالصواريخ والطائرات المسيرة مواقع للجيش السوري في البلدات وقاعدة حميميم الجوية الروسية»، وأضاف: «بطبيعة الحال لن نترك، لا نحن ولا الجيش السوري، مثل هذه التصرفات دون رد قاس وساحق».
وفي معرض رده على طلب التعليق على تقارير تتحدث عن إمداد تركيا المسلحين، قال لافروف: «لم أشاهد مثل هذه التقارير، فضلا عن أنني لم أر أي تأكيد لمصدر هذه الأسلحة، فإدلب مليئة بالأسلحة غربية الصنع».
وشدد لافروف على أنه من أجل وضع حد لاستفزازات المسلحين، لا بد من الفصل بأسرع وقت ممكن بين قوات المعارضة والإرهابيين في إدلب، وفقا لما ورد في الاتفاق الروسي التركي في سوتشي في سبتمبر الماضي.
وتابع: «الدور الأساسي (في تحقيق هذا الهدف) يعود لتركيا، ونعتقد أنه يجب الإسراع في ذلك، فالأمر طال انتظاره».
ويشهد ريفا حماة الشمالي وإدلب الجنوبي تصعيدا عسكريا ملحوظا في الفترة الأخيرة، وسط تكثيف الجماعات المسلحة هجماتها على عدة محاور هناك، حيث يتصدى الجيش السوري لها وينفذ هجمات مضادة بدعم من الطيران الروسي.
وعلى صعيد آخر، سلمت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا 12 طفلاً يتيماً من عائلات أفراد في تنظيم الدولة الإسلامية إلى فرنسا وإثنين آخرين إلى هولندا، وفق ما قال مسؤول في الإدارة الذاتية امس الإثنين.
وكتب الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر على حسابه على «تويتر»، «بناء على طلب الحكومة الفرنسية، سلمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في التاسع من حزيران 12 يتيماً فرنسياً من عائلات تنظيم الدولة الإسلامية إلى وفد من وزارة الخارجية الفرنسية في بلدة عين عيسى» (شمال).
وأوضح مسؤول في الإدارة الذاتية الكردية فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، أن بين الأطفال الفرنسيين أفرادا من عائلة واحدة، كما أن أكبرهم يبلغ من العمر عشر سنوات.
وترفض فرنسا ودول أخرى استعادة مواطنيها من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المعتقلين لدى الأكراد، وأفراد عائلاتهم الموجودين في مخيمات في مناطق يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا.
وكانت باريس أعلنت أنها ستكتفي على الأرجح بإعادة الأطفال اليتامى من أبناء الجهاديين الفرنسيين. واستعادت في آذار/مارس وللمرة الأولى خمسة أطفال يتامى.
وفي نهاية الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن نحو 450 فرنسياً محتجزون لدى الأكراد أو يقبعون في مخيمات النزوح في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية عمادها وحدات حماية الشعب الكردية.