قصي عطية*
_ 1 _
فراشةٌ تُؤمئ للضّوء
بسبّابتها الطّويلة
تغمزُ بجناحَيها
وتحومُ في ذاكرةِ اللّهبْ.
_ 2 _
أعرجُ وحيداً،
مُمتطياً شوقي
مُستسلِماً للظّنّ الأليم
المُتّجهِ نحو الموج
المُقيمِ في شرنقةِ الغياب.
_ 3 _
الفجرُ يمرّ بسيفِه حزيناً
مُودِّعاً مَقهاهُ.
أقفُ وحيداً..
أسألُ الظلّ والضّوء،
وأحكُّ الجرحَ النّاتئَ في
جبينِ اللّيل والنّهار.
_ 4 _
خطواتٌ تتعثّر بالضّوء
على التّراب المَجبول بماء الورد
لكنّها لا تُخطئُ الشّطآنَ
المُحاذية للا نهاية.
_ 5 _
البرعمُ يبتكرُ أبجديتَهُ دائماً
يتّسعُ للفضاءِ المُمتدّ
يُقبّلُ الضّوءَ ..
ويرسمُ خريطةَ الوردِ
في الجذورِ الخفيّة.
_ 6
تُصغي العصافيرُ إلى الفجر
المُنبسِطِ
قد يجيءُ وقتٌ
تبكي فيه الطّيورُ
بلا دموع.
7 _
أدلجْتُ قلمي
ورجمْتُ ظنّاً آثماً
استباحَ ورقتي البيضاءَ…
مزّق ستارَ الغسقِ،
ومضى
يفتحُ البابَ المُوارِبَ
تاركاً توقيعَه
على ياقةِ اللّيلِ البهيم.