اليوان أكبر الخاسرين.. والأسهم الأوروبية تواصل تراجعها
الصباح الجديد ـ وكالات:
فتحت الأسهم الأوروبية على هبوط حاد أمس الاثنين بعد أن أجج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بتهديده بزيادة الرسوم على سلع صينية هذا الأسبوع، مما دفع المستثمرين للعزوف عن الأصول العالية المخاطر.
وقاد الاتجاه النزولي المؤشران داكس الألماني، الأكثر تأثرا بالصين ومخاوف الحرب التجارية، وكاك الفرنسي بانخفاضهما 1.7 بالمئة و1.8 بالمئة على الترتيب.
وفقد المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 1.2 بالمئة، مسجلا أكبر هبوط في ستة أسابيع.
كما نزلت بورصتا إيطاليا وإسبانيا أكثر من واحد بالمئة في حين أغلقت الأسواق في بريطانيا بسبب عطلة مصرفية.
وكانت آمال التوصل لاتفاق بين الصين والولايات المتحدة أحد أسباب الصعود القوي للأسهم هذا العام. وتعافت مؤشرات الأسهم في معظم الدول بعد خسائر كبيرة العام الماضي لتسجل أعلى مستوياتها في عدة أشهر.
وانخفضت أسعار النفط وهوت الأسهم الآسيوية بعد أن كثف ترامب الضغط على الصين في خطوة مفاجئة، قائلا يوم الأحد إن محادثات التجارة مع بكين تسير ببطء شديد وإنه سيرفع الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار يوم الجمعة إلى 25 بالمئة من 10 بالمئة.
وهبط مؤشر قطاع السيارات ثلاثة بالمئة، ليقود تراجعا واسعا بين القطاعات المختلفة في أوروبا.
وبدوره، يتجه اليوان الصيني لأكبر نزول له في عشرة أشهر بإثر تهديدات ترامب بينما قفزت العملات التي تعد ملاذا آمنا مثل الين وسط عزوف عن المخاطرة.
ففي تحول مفاجئ، سيستهدف ترامب بضائع أخرى بمئات المليارات قريبا، مما يشكل تحولا كبيرا في نبرته بعدما أشار في وقت سباق إلى تقدم جيد في محادثات التجارة وأشاد بعلاقته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقال أولريش لويختمان رئيس أبحاث العملات والأسواق الناشئة لدى كومرتس بنك في فرانكفورت ”قد يؤدي هذا إلى عزوف عن المخاطرة عالميا، لا سيما بعد الهدوء الأخير في الأسواق“.
وقادت العملة الصينية الخاسرين بنزولها حوالي نقطة مئوية لتقترب من أدنى مستوياتها هذا العام عند نحو 6.80 للدولار. وانخفض البيزو المكسيكي والليرة التركية بأكثر من نصف نقطة مئوية لكل منهما.
وتراجعت عملات أخرى ترتبط مصائرها كثيرا بالاقتصاد الصيني مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي اللذين نزلا بما بين 0.3 و0.5 بالمئة.
و بعيدا عن الضعف في اليوان وعملات أخرى من الأسواق الناشئة مثل الليرة التركية، استقر الدولار بشكل كبير في مقابل سلة من العملات.
أما أسعار الذهب فقد ارتفعت، أمس الاثنين، للسبب ذاته، مما دفع المستثمرين إلى العزوف عن المخاطرة وعزز الأصول الآمنة.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 1282.51 دولار للأوقية (الأونصة).
وارتفع الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.2 بالمئة إلى 1284 دولارا للأوقية.
وقوضت تصريحات ترامب الأسهم العالمية وأسعار النفط، بينما عززت الين الذي يعد مثل المعدن الأصفر من الملاذات الآمنة في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية أو الاقتصادية العالمية.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال بأن الصين تفكر الآن في إلغاء المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة بعد تهديد ترامب.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.5 بالمئة إلى 14.85 دولار للأوقية، بينما نزل البلاتين 1.5 بالمئة إلى 856 دولارا للأوقية.