ماي في مأزق وتبحث عن مخرج منه مع وزرائها
متابعة ـ الصباح الجديد :
عقدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي امس الاول الثلاثاء اجتماعات مع وزرائها، في محاولة لإيجاد مخرج لأزمة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، فيما حذّر التكتل الاوربي من أن احتمال الانسحاب من دون اتفاق «يزداد يوماً بعد يوم».
جاء هذا إثر رفض مجلس العموم (البرلمان) البريطاني 3 مرات اتفاقاً توصّلت عليه ماي مع بروكسيل، ولم ينجح الاثنين الماضي، في تحقيق غالبية لأي بديل للاتفاق. وكان الخيار الذي بدا الأقرب إلى حشد غالبية في البرلمان الاثنين الماضي، هو اقتراح بإبقاء عضوية بريطانيا في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، لكنه رُفض بفارق 3 أصوات. وكان هناك اقتراح آخر بتنظيم استفتاء تأكيدي على أي اتفاق، ونال أكبر عدد من الأصوات، لكنه قوبل برفض 292 نائباً وتأييد 280.
النائب نيك بولز الذي كان اقترح خطة للبقاء في السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، استقال من حزب المحافظين الحاكم بعد التصويت. وقال أمام البرلمان: «بذلت كل ما في وسعي في محاولة للتوصل إلى توافق. فشلت في شكل رئيس لأن حزبي يرفض المساومة. لذلك، يؤسفني أن أعلن أنه لم يعد في إمكاني تمثيل هذا الحزب».
ولمّح الوزير البريطاني المكلّف ملف «بريكزيت» ستيف باركلي الى أن الحكومة قد تعرض مجدداً اتفاق ماي هذا الأسبوع للتصويت عليه للمرة الرابعة، وتجنّب تأخير إضافي لـ «الطلاق»، سيعني مشاركة البريطانيين في انتخابات البرلمان الأوروبي المرتبقة الشهر المقبل.
وقال: «سيكون على الحكومة تقديم اقتراح ذي صدقية للاتحاد الأوروبي، من أجل ضمان الحصول على أي تمديد إضافي. الخيار الوحيد هو ايجاد طريقة تتيح لبريطانيا خروجاً باتفاق. الطريقة الأمثل للتحرّك هي عبر فعل ذلك في أقرب وقت».
وحدّدت بروكسيل لبريطانيا مهلة تنتهي في 12 الشهر الجاري، لتمرير الاتفاق أو التوافق على بديل أو الخروج من الاتحاد من دون اتفاق.
وعلّق أبرز المفاوضين الأوروبيين في ملف «بريكزيت» ميشال بارنييه على نتائج التصويت في البرلمان البريطاني الاثنين الماضي، قائلاً إن «بريكزيت من دون اتفاق لم يكن يوماً السيناريو الذي نتمنّاه أو نسعى إليه، لكن دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 مستعدة (لهذا السيناريو الذي) يزداد احتمالاً يوماً بعد يوم».
وذكّر بالاتفاق المُبرم مع ماي قبل 4 أشهر، مضيفاً: «إذا لم يصوّت البرلمان البريطاني لمصلحة الاتفاق خلال أيام، لن يبقى سوى خيارين: الانسحاب من دون اتفاق أو طلب تمديد المهلة المنصوص عليها في المادة 50 لمدة إضافية. تتحمّل الحكومة البريطانية مسؤولية الاختيار بين هذين الخيارين».
واستدرك أن «تمديداً مشابهاً يحمل أخطاراً كبرى بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي، لذلك ستكون هناك حاجة لمبرر قوي. حذّرتنا شركات تجارية كثيرة في الاتحاد من كلفة تمديد فترة الضبابية».
وأعلن بارنييه أن الاتحاد مستعد لقبول بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الجمركي، أو في علاقة مشابهة لعلاقة التكتل بالنروج.