11 وزيرا من حكومتها يعتزمون عزلها من منصبها
متابعة ـ الصباح الجديد:
نزل مئات آلاف الأشخاص الى الشارع في لندن امس الاول السبت مطالبين باستفتاء جديد حول بريكست، وسط اجواء تشكك بتمكن رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي مجددا من عرض اتفاقها مع الاتحاد الاوروبي على مجلس العموم.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها «أحب الاتحاد الاوروبي»، و»نطالب بتصويت شعبي»، و»الخروج من الاتحاد الاوروبي لن ينجح». وقدموا من مختلف انحاء البلاد بالسيارات او القطارات او الحافلات.
وسارت التظاهرة التي قدر انها ضمت مليون مشاركا، في وسط العاصمة لندن على مسافة غير بعيدة من مكاتب تيريزا ماي، وسط هتافات مناهضة لبريكست وبحر من الاعلام الاوروبية.
ونالت تيريزا ماي نصيبها من الانتقادات، فتعددت الرسوم الكاريكاتورية التي تظهرها مسؤولة عاجزة وقد تجاوزتها الاحداث.
وقال المتظاهر روب وورثي (62 عاما) ل»بي بي سي» وهو يسير الى جانب اولاده واحفاده «إنها المرة الاولى في حياتي التي أكون فيها شاهدا على حدث من هذا النوع».
من جهتها قالت كارولين روما «أعتقد أن الذين نظموا هذا التصويت حول بريكست لم تكن لديهم أي خطة. ولا اعتقد أنهم كانوا يأملون بالفوز».
وقدرت منظمة «بيبولز فوت» التي تقوم بحملة لاجراء استفتاء جديد، عدد المشاركين في التظاهرة بنحو مليون، في حين لم تقدم شرطة سكتلنديارد أي رقم.
وكانت تظاهرة مماثلة جرت في تشرين الاول الماضي جمعت نحو 700 الف شخص في العاصمة البريطانية.
«اتفاق سيء»
وتأتي هذه المسيرة بعد يومين على قرار القادة الاوروبيين بالموافقة على ارجاء بريكست الى ما بعد الموعد المقرر في التاسع والعشرين من آذار. وبات الموعد الجديد الثاني عشر من نيسان ، أي بعد نحو ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي أقر الخروج من الاتحاد الاوروبي.
وشاركت رئيسة حكومة اسكتلندا نيكولا ستورجين المعارضة الشرسة لبريكست في التظاهرة ودعت الذين يعارضون الطلاق مع الاتحاد الاوروبي الى الاستفادة «الى أقصى حد ممكن من الفرصة» المتمثلة بالمهلة الجديدة التي حددتها بروكسل.
وقالت في هذا الاطار «علينا ان نتجنب في الوقت نفسه، كارثة اللاإتفاق من جهة والتداعيات السيئة التي قد تنتج من الاتفاق السيء لرئيسة الحكومة تيريزا ماي، من جهة ثانية».
كما شارك في التظاهرة توم واتسون الرجل الثاني في حزب العمال. وأعرب عن استعداده للتصويت على اتفاق بريكست «شرط أن تسمح تيريزا ماي للشعب أيضا بالتصويت عليه» مجددا.
وكان مجلس العموم رفض في الرابع عشر من آذار خيار الاستفتاء الثاني الذي تعارضه اصلا تيريزا ماي. الا أن مؤيدي الاستفتاء الثاني يعربون عن الامل بان تدفع الفوضى الحالية المستشرية نحو هذا الخيار.
وتجاوز عدد موقعي العريضة التي تطالب باجراء استفتاء ثان امس الاول السبت عتبة ال4،5 ملايين توقيع، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
في الاثناء تعمل تيريزا ماي بصعوبة على جمع الدعم لاتفاقها الاخير بشأن الانسحاب من الاتحاد الاوروبي لعرضه على النواب للتصويت عليه الاسبوع المقبل. وفي حال تم هذا الامر فان بريكست سيتأخر حتى الثاني والعشرين من ايار ، بحسب ما قررت القمة الاخيرة للاتحاد الاوروبي.
ماي «عقبة»
لكن احتمال موافقة النواب على الاتفاق يبقى ضعيفا. فقد تم التوصل الى هذا الاتفاق اثر مفاوضات شاقة بين لندن والاتحاد الاوروبي دامت 17 شهرا بهدف حصول طلاق سلس. لكن الاتفاق لا يزال بعيدا عن رغبات النواب البريطانيين الذين سبق أن رفضوه مرتين، الاولى في الخامس عشر من كانون الثاني والثانية في الثاني عشر من آذار.
وما يزيد من التشاؤم هو اعتبار الحزب الوحدوي الايرلندي الذي يؤمن الاكثرية لماي في البرلمان، ان الاخيرة «فوتت فرصة» تحسين اتفاق الطلاق خلال لقائها الاخير مع قادة الاتحاد الاوروبي.
واستشعارا منها بالفشل المحتمل حذرت ماي النواب في رسالة وجهتها اليهم من أن التصويت الثالث قد لا يحصل «في حال تبين عدم وجود دعم كاف للاتفاق».
وظهر خيار جديد في لندن خلال الايام الاخيرة يتمثل في تنظيم سلسلة من الاقتراعات لتحديد ما يريده البرلمان.
ونقلت صحيفة «تايمز» امس الاول السبت أن تيريزا ماي باتت تواجه اليوم «ضغوطا لدفعها لتحديد موعد رحيلها» من رئاسة الحكومة.
واعتبرت الصحيفة في افتتاحية لها أن ماي تحولت اليوم الى «عقبة» أمام حل المشاكل التي تواجه بريكست.
وأضافت «في حال لم تنجح في إقرار اتفاقها داخل البرلمان مطلع الاسبوع المقبل، من الافضل أن تنسحب وتفتح الباب أمام رئيس حكومة بالوكالة ينقل البلاد الى شاطىء الامان».
بالمقابل كشفت صحيفة بريطانية أن أيام رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في 10 داوننغ ستريت أصبحت معدودة، وأن 11 وزيرا من حكومتها يعتزمون عزلها من منصبها وتعيين رئيس مؤقت للحكومة مكانها.
وكتبت صحيفة «صنداي تايمز» تقول: «أكد ما لا يقل عن 11 وزيراً رفيع المستوى أنهم يرغبون في استقالة رئيسة الوزراء الحالية، ويخططون للطلب من ماي تقديم استقالتها طوعا في اجتماع حكومي اليوم الاثنين». وقالت الصحيفة إنه بخلاف ذلك، يهدد «المتآمرون» بتقديم استقالات جماعية من مناصبهم الوزارية.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن «انقلابا وزاريا كاملا يجري الليلة لاستبعاد تيريزا ماي من رئاسة الحكومة».
ونقلت الصحيفة عن وزير لم تكشف النقاب عن هويته قوله «النهاية أصبحت وشيكة… ستذهب خلال 10 أيام».
وأوضحت الصحيفة أن ديفيد ليدينغتون نائب ماي الفعلي أحد المرشحين لأن يصبح رئيس وزراء مؤقتا، ولكن آخرين يضغطون من أجل أن يتولى هذا المنصب وزير البيئة مايكل غوف أو وزير الخارجية جيريمي هنت.
وكان من المقرر أصلاً خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس الجاري، لكن ماي طلبت يوم الأربعاء الماضي من الاتحاد الأوروبي تأجيل خروج بلادها من 29 مارس إلى 30 يونيو.
وصوت البرلمانيون البريطانيون، الخميس الماضي، لصالح تأجيل موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) من 29 مارس، إلى موعد لاحق، فيما صوتوا ضد مقترح يتضمن إجراء استفتاء ثان بشأن الخروج، كما صوتوا الشهر الحالي برفض الخروج من دون اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.