حسين نهابة
أخبريهمْ انني بعدكِ،
بقايا أنسانْ
وإنني لمْ أعُدْ ذاك الليثَ الذي تتصورينْ
ولستُ ذاك العظيمَ الذي تتبجحينَ به
أمامَ نفسكِ وأمامهُن.
أخبريهمْ بان الفنونَ التي كنتُ أتقنها
قد أصبحتْ عتيقة عفى عليها الزمنْ
وأن اقزامَ القوم
قد اعتلوا العرشَ وصاروا اسياداً.
أخبريهمْ بان الطِفلةَ التي كُنتُ أرعاها
بدموعِ عيوني
وأسهرُ عليها بشَعْري الأشْيَبْ
قد أصبحَ لها عالمها الخاص
وأتقنتْ مواسماً جديدة،
وانها لم تعُدْ بريئة
كما تصورت.
أخبريهمْ كُلّ شيء،
يا عطري البربري
لكنْ أتوسلُ اليكِ أن لا تُخبريهمْ عن
مثواي الأخير.
أخبريهم باننا كنا اقرب
من عجز البيت لشطره،
وان «تموز «صار يبحث عبثاً
عن ذاته المكلومة
وان ساعة الصفر
قد ازفت
منذ ان وعيتُ ضياعي
بين تضاريس رحلة اللاعودة الميمونة
وانني ما زلت ُ في دربك أميال.
أخبريهم انني احملُ اشواكَ اشواقي
منذ زمن
على اجنحةِ يمام،
لم تزل تلومني على هذا الوفاء الذي
لم يكن في محله
وان من غير الحكمة
ان أناجي طيراً في سماء،
والقطرة قد لا تُورث
الاّ شحيح ماء.
أخبريهم ان الشفاه ستظل عطشى،
والزلال حولها يتضاحك
بصوت مبحوح قادم من العدم،
فهل من مُجيب؟