يبحثان «نزع الأسلحة النووية»
متابعة ـ الصباح الجديد :
أعلن مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ستعملان للتوصل إلى فهم مشترك لما يعنيه «نزع الأسلحة النووية»، عندما يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعيم الدولة الستالينية كيم جون أون قمة ثانية في هانوي الأسبوع المقبل.
ولم يتفق الطرفان على ما يعنيه «نزع السلاح النووي»، علماً ان كيم تعهد خلال قمة سنغافورة في حزيران الماضي العمل لنزع هذا السلاح في شبه الجزيرة الكورية، وقد يشمل ذلك المظلّة النووية الأميركية لكوريا الجنوبية والقوات المزوّدة بقدرات نووية، فيما تطالب واشنطن بيونغيانغ بالتخلّي عن برنامجَيها النووي والصاروخي.
لكن المسؤولين الأميركيين ذكروا أن الولايات المتحدة لا تزال تركّز على دفع كيم إلى نزع السلاح النووي، على رغم أنه لم يتخذ ذلك القرار حتى الآن، مضيفين أن العقوبات الأميركية ستبقى قائمة بهدف دفع بيونغيانغ الى التحرك.
وقال مسؤول: «لا أعلم هل اتخذت كوريا الشمالية قرار نزع السلاح النووي، لكن سبب مشاركتنا هو أننا نرى إمكان (ذلك). في نهاية المطاف، يتعلّق الأمر بنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية. هذا ما اتفق عليه الجانبان والهدف الأساسي الذي يسعى ترامب الى تحقيقه في القمة. هذه خطوة مهمة نحو الهدف النهائي».
وسُئل مسؤول آخر هل ترامب مستعد لسحب كل القوات الأمييكية من شبه الجزيرة الكورية، في مقابل معاهدة سلام تنهي الحرب رسمياً، فأجاب: «هذا ليس موضوع المناقشات».
وأعلن مسؤول أميركي أن ترامب وكيم سيعقدان لقاء على انفراد خلال القمة، قبل اجتماعات مع فريقيهما، علماً أن الموفد الأميركي المكلّف ملف كوريا الشمالية ستيفن بيغون يجري في هانوي محادثات مع نظيره الكوري الشمالي كيم هيوك شول.
وقبل أيام من القمة، طلبت كوريا الشمالية من منظمات الأمم المتحدة مساعدتها لمواجهة أزمة غذائية محتملة، اذ أبلغت المنظمة الدولية انها تواجه نقصاً يصل الى 1,4 مليون طن في انتاج الأغذية عام 2019، يشمل محاصيل الأرزّ والقمح والبطاطا والصويا.
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك ان الدولة الستالينية «طلبت المساعدة من المنظمات الانسانية الدولية الموجودة في البلاد، للتعامل مع تأثيرات وضع الأمن الغذائي».
واضاف ان تلك المنظمات تجري محادثات مع بيونغيانغ لـ «لمعرفة المزيد عن تأثير وضع الأمن الغذائي في الفئات الأكثر ضعفاً، من أجل التحرّك لتلبية حاجاتها الإنسانية»، علماً أن أرقاماً نشرتها الأمم المتحدة تفيد بأن حوالى 10,5 مليون كوري شمالي (41 في المئة من السكان)، يحاجون مساعدة غذائية.
ونشرت البعثة الكورية الشمالية لدى الأمم المتحدة مذكرة افادت بأن بيونغيانغ اضطرت الى خفض الحصص الغذائية إلى النصف تقريباً، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وجفاف وفيضانات وعقوبات يفرضها مجلس الأمن.
واضافت أن «4كوريا الشمالية تدعو المنظمات الدولية الى الاستجابة في شكل عاجل لحلّ مشكلة الغذاء». وتابعت أن إنتاج الغذاء العام الماضي بلغ 4.951 مليون طن، أي ما يقلّ بنحو 503 آلاف طن عن العام 2017. وزادت ان الدولة الستالينية ستبقى في مواجهة فجوة غذائية، وستخفّض حصص غذاء يومية، من 550 إلى 300 غرام للشخص.
بالمقابل أعلنت هانوي امس السبت أن الزعيم الكوري الشمالي سيجري قبل قمته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع المقبل زيارة رسمية إلى فيتنام التي عززت التدابير الأمنية على الحدود الصينية المتوقع أن يعبرها كيم جونغ أون بالقطار.
وتجري فيتنام الاستعدادات لاستضافة قمة ثانية بين ترامب وكيم في 27 و28 شباط في هانوي، وقالت مصادر إن الزعيم الكوري الشمالي سيصل على الأرجح قبيل القمة لإجراء زيارة رسمية وجولة في مناطق صناعية
وذكرت وزارة الخارجية الفيتنامية امس السبت على موقعها على فيسبوك أن «كيم جونغ أون سيجري زيارة رسمية إلى فيتنام في الأيام المقبلة» دون إضافة تفاصيل.
ولم تؤكد بيونغ يانغ بشكل علني بعد القمة مع ترامب، علماً أن رحلات كيم تحاط دائماً بالتكتم.
وذكرت مصدر عدة لوكالة فرانس برس امس الاول الجمعة أن قطار كيم سيتوقف في محطة القطارات في دونغ دانغ قرب الحدود الصينية وسيواصل بالسيارة إلى هانوي التي تبعد 170 كلم.
وتم نشر جنود في محطة دونغ دانغ امس السبت وعلى طول الطريق المؤدي إلى هانوي، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس الذين شاهدوا العديد من الآليات العسكرية ومعدات الاتصال في المنطقة.
وقال جندي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس «نقوم بعمليات تمشيط أمنية على طول الطريق من دونغ دانغ إلى هانوي ويتعين علينا الانتهاء بحلول 24 شباط. نعمل بموجب تعليمات عن وصول وفد مهم».
وحاول عناصر الأمن منع أي شخص من التصوير في المنطقة، فيما أخضع الجنود كل الداخلين إلى المحطة للمراقبة.
أوراق مساومة
رحلة القطار من بيونغ يانغ إلى فيتنام عبر بكين والممتدة على مسافة 4 آلاف كلم، يمكن أن تستغرق يومين ونصف بقطار كيم الأخضر الداكن المصفح الذي قيل إنه مجهز بقاعات اجتماعات والعديد من غرف النوم.
ومن المتوقع أن يعبر مدينة داندونغ الصينية حيث طُلب فجأة من نزلاء فندق يطل على الجسر الحدودي من كوريا الشمالية، المغادرة الجمعة. وكان الفندق مقفلا السبت لأعمال ترميم غير معلنة.
وهذه أول زيارة لكيم إلى فيتنام، والأولى لزعيم كوري شمالي إليها منذ زيارة جده كيم إيل سونغ في 1964.
ومن المتوقع أن يتوجه إلى مقاطعتي كوانغ نينه وباك نينه اللتين تضمان العديد من المناطق الصناعية حسب ما أكد مصادر لوكالة فرانس برس. وتضم مقاطعة باك نينه مصنعا لشركة سامسونغ، المستثمر الكوري الجنوبي الضخم والمصدّر الرئيسي من فيتنام.
ومع تحقيقها نمواً ملحوظاً في مرحلة ما بعد الحرب، تعد فيتنام نموذج اقتصاديا لكوريا الشمالية المعزولة التي ترزح تحت عقوبات. وتدفع كوريا الشمالية باتجاه تخفيف تلك العقوبات، لكن ترامب قال إن عليها أن تقوم بمبادرة «ذات مغزى» فيما يتعلق بالسلاح النووي إذا أرادت إلغاء تلك العقوبات.
وقال ترامب للصحافيين امس الاول الجمعة إن خفض عديد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية «ليس من المسائل المطروحة على طاولة البحث» مضيفا بأنه لن يكشف عن أوراق المساومة بيده قبيل الاجتماع.
ورغم أن بيونغ يانغ ستكون سعيدة لرؤية خفض عديد الجنود الأميركيين في كوريا الجنوبية، فإن واشنطن ستواجه اعتراضات من حكومتي سيول وطوكيو اللتين تتخذان موقفاً حذراً إزاء نوايا الشمال.
وشوهد الموفد الأميركي الخاص إلى بيونغ يانغ ستيفن بيغون ونظيره الكوري الشمالي كيم هيوك تشول في نفس الفندق في هانوي في وقت سابق هذا الأسبوع، رغم أن أياً من الجانبين لم يؤكد ما إذا كان المسؤولان قد اجريا اجتماعا مباشرا.