يحمل تطوراً إيجابياً في تشكيل الحكومة
متابعة ـ الصباح الجديد:
توجهت الانظار ، الى اللقاء الذي عقد بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مقره مع عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي أكرم شهيب موفداً من رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، في حضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي، لعله يحمل تطوراً ايجابياً في شأن تشغيل محركات تشكيل الحكومة العتيدة.
واكتفى شهيب لدى سؤاله بعد الزيارة عما اذا كانت «من أجل تسهيل عقبات تأليف الحكومة»، بالقول «إن الزيارة هي لخير البلد». وعقب جعجع عليه قائلاً: «هذا ما لا شك فيه».
وعما إذا ما كانت العقدة الدرزية في تشكيل الحكومة تراوح مكانها، أكد شهيب أن «لا وجود لأي عقدة درزية إلا عند بعض الرؤوس».
وكانت عضو كتلة «المستقبل» النيابية رولا الطبش جارودي قالت إن الحريري «يحاول تقريب وجهات النظر من أجل تشكيل الحكومة، وأي محاولات لتشكيل حكومة اكثرية غير مقبولة، ونحترم رأي الرئيس عون حول طرحه الحكومة الأكثرية»، معتبرة أن «الضغط الأساسي لتشكيل الحكومة ليس بالسياسة إنما بالوضع الاقتصادي، كما ان التهويل الاسرائيلي والنزاع الاقليمي وحروب المنطقة كلها دوافع لتشكيل الحكومة».
ورأت أن «العقدة الاساسية في التشكيل هي أحجام الكتل في داخل الحكومة»، مشيرة إلى أن «هناك عرقلة من قبل «التيار الوطني الحر» لتشكيل الحكومة». وشددت على ان «عرقلة التشكيل داخلية وليست خارجية وهذا ما أكده الحريري، والسعودية تساعد لبنان دائماً ولا تتدخل في التأليف»
واعتبر النائب السابق في الكتلة المذكورة باسم الشاب أن «مهمة التشكيل صعبة في ظل مشكلة الأحجام والتمثيل بالإضافة الى المشاكل الخارجية التي تؤثر على عملية التأليف، فالأطراف التي تراقب عملية تشكيل الحكومة هي نفسها التي ستمول لبنان الذي يحتاج الى رأس المال»، لافتا الى «ان شكل الحكومة مهم جداً خصوصاً لجهة مشاركة حزب الله فيها».
وقال الشاب لإذاعة «صوت لبنان» إن تشكيل الحكومة «له ردود فعل عديدة على الجميع ان يكونوا واعين لها فلا يمكن السير بحكومة قد تساهم في حجب الدعم السياسي والاقتصادي عن البلد».
وعن طرح عون حكومة أكثرية، قال: «لنفرض قيام حكومة أكثرية. هل يمكن الدول المتعاطفة مع قوى 8 آذار أن تدعم لبنان مالياً؟ فإيران وروسيا لن تدعماه ولافروف يقول إنهم بحاجة إلى أميركا لإعادة النازحين وإعادة الإعمار في سورية». لكنه رأى أن تلميح الرئيس عون الى حكومة الأكثرية هو «تحفيز ربما للرئيس الحريري. لكن حكومة كهذه كارثة على البلد».
واعتبر أن «أهم شركائنا الاقتصاديين العرب ودول الخليج ابتعدنا عنهم… والوضع الاقتصادي صحيح أن له علاقة بالفساد، لكن له علاقة أيضاً بتركيبة الحكومة المقبلة. وبصراحة لسنا في وضع اقتصادي يمكننا التصرف كما نريد، نريد مساعدات لـ»أونروا»، وتمويل «يونيفيل» ينخفض ولم يعد كافياً أن نعطي موقفنا للعالم ونكتفي به، ويجب أن يكون هناك جهد ديبلوماسي أكثر فاعلية».
وشدد الشاب على أن «من وجهة نظر الرئيس الحريري فإن أي حكومة غير متوازنة في لبنان سيكون أول انعكاس لها على الاقتصاد اللبناني».
وقال: «الأسباب المحلية التي تقف وراء تأخير تشكيل الحكومة تعكس ميزان القوى، والولايات المتحدة والدول الغربية والدول المانحة لن تقبل التعامل بشكل طبيعي مع حكومة تضم أكثرية مطلقة لـ «حزب الله» وحلفائه، ومن يسعون لمساعدة لبنان مالياً سيعيدون حساباتهم في ظل حكومة كهذه».
وفي المقابل، دافع عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي عن رئيس الجمهورية تجاه «حملة منظمة تختلق وقائع وتزيف حقائق، وتستهدفه من أجل ممارسة ضغط نفسي عليه ومن يعمل معه، لإضعاف موقع رئاسة الجمهورية ومحاصرته، وممارسة الضغوط عليه من أجل تغيير في مواقفه وسياسته». وندعو إلى ملاحقة إدارية وقانونية لمفبركي الحملات على رئيس الجمهورية».
ورأى أن «الحملة في وجه من وجوهها حرب على رئيس مجلس الوزراء المكلف، لأن الهدف مواصلة تعطيل المؤسسات الدستورية، لا سيما إعاقة تشكيل الحكومة».
وشدد على وجوب «تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، وهذا يعني أن المعادلة الناشئة من ذلك، أن من يعيق تشكيل الحكومة، إنما يريد أن يغرق لبنان واللبنانيون في أزماتهم الشديدة الصعوبة، ونسمع من يشيع أن لبنان على حافة الانهيار وما إلى ذلك، وعليه فإن من يثيرون هذا المناخ، ليسوا من سليمي النوايا، وأن حديثهم عن الانهيار، إنما جزء من حرب نفسية تتكامل مع العناصر التي ذكرناها من أجل تركيع اللبنانيين ودفعهم إلى الاستسلام».
وقال: «نحن من الذين ما عادوا يقتنعون أن تأخير تشكيل الحكومة سببه فقط عوامل داخلية، لأن جميع العوامل الداخلية قابلة للتذليل إذا لم يكن هناك من يحرك الضغوط من الخارج ليدعم هذه العوامل الداخلية، ونعرف العقد التي يحكى عنها، ولكن بالتأكيد لو كان لبعض المسؤولين عن تشكيل الحكومة حرية الخيار، لكان بإمكانهم الإقدام على خطوة تسمح بتشكيل الحكومة في وقت قريب، إن لم يسمح بتشكيلها من قبل أيضاً».
واتهم «الإدارة الأميركية بأنها هي من يعمل على تعطيل المؤسسات الدستورية في لبنان، وزيادة أزمات اللبنانيين على كل الصعد بغية دفع الشعب اللبناني إلى الاستسلام». وحمل على المملكة العربية السعودية.
وقال: «منذ انتخاب رئيس الجمهورية إلى اليوم، عملنا من موقع التضامن مع هذا التكوين السياسي الذي نشأ بفعل التسوية التي أوصلت عون الى رئاسة الجمهورية. ووافقنا على قروض من باب الضرورة، لأننا نعرف حراجة الوضع الاقتصادي، وكل مسؤول يقول إن البلد على حافة الانهيار، يجب عليه أن يستقيل، ولا طريق إلى حل مشكلة تشكيل الحكومة إلا على غرار الحل الذي كان للشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وأننا الآن بين خيارين، الانصياع إلى الالتزامات الخارجية وضغوطها، وبين أن نأخذ قراراً جريئاً وشجاعاً بإنقاذ اللبنانيين من الأزمات».
ورأى عضو «تكتل لبنان القوي» النيابي نعمت افرام في حديث الى «لبنان الحر»، أن لبنان لا يحكم الا بحكومة وحدة وطنية، اما الكلام عن حكومة اكثرية فهي وسيلة من وسائل الضغط»، داعياً الى «عدم تشكيل حكومة تواجه المجتمع الدولي، فطرحها يقلقني»، مشيراً الى ان «ما يعيق تأليف الحكومة ليس العقد بل هناك استراتيجية أعمق من الكراسي والطلبات الصغيرة التي تحصل». وشدد على «أن لبنان مجبر على أن يكون محايداً في الصراعات».