في مكتبة كريم حنش الواقعة في قيصرية المتنبي التقينا بالكاتب القاص عبد الامير المجر وهو أديب وكاتب سياسي وصحفي عراقي
تولد عام 1962 في المجر الكبير بمحافظة ميسان، عضو هيئة تحرير مجلة الاقلام التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة، مسؤول القسم الثقافي في جريدة القلعة الاسبوعية عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق .ونقابة الصحفيين العراقيين .
مسؤول القسم السياسي في جريدة المشرق اليومية، يكتب العمود السياسي والثقافي
صدرت له اعمال ادبية كثيرة هي تهجدات الصحارى ـ مجموعة قصصية ـ عام 1999
مستنقع الافاعي ـ رواية تسجيلية ـ عام 2000
حزيران الجهات الاربع ـ رواية ـ عام 2001
ليلة العصفور الاخير ـ مجموعة قصصية ـ عام 2001، وغيلان نشيد المشاحيف ـ مجموعة قصصية ـ 2009
حائز على جائزة الدولة التشجيعية للابداع السنوي عام 1999عن مجموعته القصصية تهجدات الصحارى، وجائزة الدولة التشجيعية للابداع السنوي عام 2001 عن مجموعته القصصية ليلة العصفور الاخير.
عمل في جريدة الجمهورية للاعوام 1997 الى 2001، ومسؤولا للقسم الثقافي في جريدة الزوراء عام 2000ـ 2001
نشر عشرات المقالات والموضوعات الثقافية والسياسية والصحفية في الصحافة العراقية والعربية .
عن تعامله مع النصوص التي تصل اليه في بعض الصحف التي عمل بها ذكر القاص عبد الامير المجر في احدى لقاءاته عما اذا كان يتعامل معها بعين الناقد او القاص بان «الاثنين معا يشغلان بداخلي عند قرائتي لنص، فالفحص مهمة (رسمية) الى حد ماكون الامر يتعلق بشروط النشر التي تلتزم المؤسسة التي اعمل فيها اما النقد فهو يتعامل مع النص كمنجز ابداعي ينبغي ان يتحمل كل شيء ليسمى كأبداع»
ما هو اخر منتج ادبي؟
مجموعتي الاخيرة التي ستصدر عن دار الشؤون الثقافية بعنوان «ما لا يتبقى للنسيان» والقصص استعديت فيها الذاكرة ايام القرية قرب الهور والمواقف الانسانية، والبانوراما الحياتية من تلك المشاهدات التي تستحضر الطفولة وتعيد قراءة المشهد برومانسية بعض الشيء وبعقل ابن الخمسين وعاطفة ابن العاشرة.
ما هو محور القصص في تلك المجموعة؟
القصص معظمها يدور في هذه اجواء الريف والهور والبعض الاخر يعالج اسقاطات الواقع الذي نعيشه الان المتمثل بأزمة الانسان المعاصر في هذه المرحلة والأزمات الانسانية وانا انظر اليها نظرة شمولية واسقاط لواقع سياسي دولي اصبح الان اكثر تداعيا واكثر استهلاكية على مستوى السياسة مما كان عليه قبل انهيار الاتحاد السوفياتي او تفكك الفكر الاشتراكي، القصص تدور في هذا الميدان الواسع والمتشعب لكنها تلتقي عند ثيمة اساسية تتمثل في ان الانسان يجب ان يكون هو القيمة العليا ويجب ان هو الاساس في كل شيء فتبدأ القصة بالهور وتنتهي ايضا بعوالم القرية والهور.
كيف كانت طفولتك؟
طفولتي كانت في القرى المحاذية للأهوار فلست من ابناء الاهوار ولست من ابناء المدن، طفولتنا كانت بسيطة لكننا كنا نعاني من الحرمان والذي لا يكتشفه الانسان الا عندما يكتشف الحياة، ويكتشف الفارق الذي نعيشه هناك حرمان موضوعي متمثل بالبيئة المعزولة والمحرومة من الخدمات الاساسية للحياة الطبيعية، والحرمان على مستوى العائلة، الذي يتمثل في المستوى الاقتصادي ومع العلم انها كانت تتفاوت من شخص الى اخر ومن عائلة وبيت الى اخرى واستوعبتها فيما بعد على مستوى وعيي لأني لم اعد انسان فرد وانما بتّ انظر الى الانسان كمجتمع واعالج من خلال رؤياي التي اسقطها على اخرين يشبهوني بشكل ما في تلك البيئة
لو قارنت طفولتك بالطفل الان كيف تجدها؟
هذه المقارنة مؤلمة بالنسبة الي فالطفل الان تتوفر له كل الاشياء من مأكولات وتكنلوجيا في طفولتنا لم نكن نعلم حتى بوجودها لكنه محروم من عمق الاطمئنان الذي كنا نعيشه في السابق، الطفل الان يتخوف من الكثير من المفردات العميقة في حياته الان، وسط مجتمع مأزوم بالحرب ومأزوم بالعنف وحتى على مستوى الخطاب بالشارع والتلفزيون، كلها لها تأثير على حياته، كنا نعيش في السبعينيات وانا وقتها كنت صبياً وكان الطفل يعيش هامش من المتعة والبهجة على الاقل في ايام الاعياد اما لان فالعيد يمر دون ان يشعر بها.
هل تتفق مع الراي القائل ان المعاناة تخلق الابداع؟
من دون ادنى شك لكن كل انسان هنا لديه معاناة، لكن ليس الكل مبدعون فالإبداع قدرة ذاتية وموهبة، المبدع عنما يمر بإشكالية تسبب له المعاناة سيماثلها ويهضمها، ومن ثم يطرحها برؤية انسانية، لذلك فالأعمال الادبية الخالدة منها الساعة الخامسة والعشرون، الحرب والسلام، هذه احداث كبيرة مرت بملايين البشر لكنهم وبسبب موهبتهم الابداعية ماثلوها ثم هضموها ومن ثم اعادوا انتاجها بأعمال فنية خالدة في الوقت الذي نجد فيه هؤلاء الملايين استهلكتهم المعاناة من دون ان يستطيعوا التعبير عنها.
متى كتبت اول قصة؟
اول قصة كانت في بداية الثمانينيات لكنها لم تكن ناضجة فنياً واول قصة نشرت لي كانت عام 1993وانطلقت منها حيث نشرت في صحيفة الجمهورية وصحيفة القادسية وفي الخارج ايضا، لكني تجاوزتها وتجاوزت الكثير من كتاباتي فأعد بدايتي مع «تهجدات الصحارى» في بداية العام 98 وحازت على اهتمام غير مسبوق وجائزة الدولة التشجيعية وشكلت ظاهرة على مستوى النقد
ما هي امنيتك الان؟
امنيتي واحدة وتتجاوز كل شيء وتعلوا كل شيء ان اجد البلد امن لأننا بدون امن سنكون على قيد الحياة لا اكثر، اتمنى ان نمارس الحياة ونستمتع بما نكتبه من فن وبهجة ليست بهجة القبائل الافريقية، وانما بهجة الناس الذين يعون ان الحياة تستحق ان تعاش وتستحق ان يقدم الاخر جهده للأخرين مما يجعله مبتهجا فخورا.
اتمنى ان يكون العراق بلدا يأخذ استحقاقه كبلد للابداع والفن الذي طالما تميز به العراق بالغناء والشعر والادب.