حمّلن الجهات الرسمية المسؤولية عن تدهور أوضاعهن الاجتماعية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
بينما أعلن المجلس الأعلى لشؤون المرأة في الإقليم عن استمرار حالات الاضطهاد والعنف الجنسي ضد المرأة في الإقليم، قال وزير الشهداء المؤنفلين في حكومة الإقليم، ان مصير اكثر من ألفي امرأة وفتاة ايزيدية ما زال مجهولاً.
وقال وزير الشهداء والمؤنفلين في حكومة الاقليم محمود حاجي صالح في كلمة القاها خلال مؤتمر مناهضة العنف الجنسي ضد المرأة، الذي اقيم في اربيل، ان اللجنة العليا المشكلة لتوثيق الجرائم التي ارتكبت ضد ابناء الطائفة الايزيدية من قبل ارهابيي داعش انجزت شوطا مهما في تسجيل تلك الجرائم وتحديدا ضد النساء.
واضاف حاجي صالح ان الجهات المعنية تمكنت من تسجيل 4206 ملفات لدى المحاكم بشأن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي ضد الايزيديين وتحديدا النساء منهم، خلال فترة احتلاله لقضاء سنجار ومحافظة الموصل، موضحاً، ان 1191 ملفا من تلك الجرائم التي مارسها التنظيم كانت ضد النساء الايزيديات، مؤكدا ان مصير 2495 امرأة ايزيدية ما زال مجهولا ولا توجد اية معلومات عن مصائرهن لحد اللحظة.
واعلن حاجي صالح كذلك، تسجيل 2036 ملف جرم بمحاكم محافظة دهوك مورست من قبل داعش ضد النساء الايزيديات، 1052 منها مورست ضد نسوة فوق سن ال 18 عاما، و 984 منها مورست ضد نساء تحت هذا العمر.
من جهتها قالت امين عام المجلس بخشان زنكنة في تصريح للصباح الجديد، على هامش المؤتمر ان المؤتمر يهدف الى ازالة الاثار والتبعات السلبية التي خلفها احتلال داعش وتحديدا على حقوق المرأة في المناطق المتنازع عليها.
وطالبت زنكنة حكومتي الاقليم والمركز الى العمل الجدي لازالة الانتهاكات والاثار السلبية عن المرأة في مناطق الحروب، من اعتداءات جنسية وولادة اطفال مجهولي النسب، وغيرها من الحالات التي خلفها، احتلال الجماعات الارهابية المتطرفة، مؤكدة ان تلك الحالات تحتاج الى رعاية ومتابعة مستمرة وتمويل من قبل الحكومة الاتحادية لمعالجة النتائج الكارثية التي خلفتها على واقع المرأة في الاقليم.
وقالت زنكنة، ان المجلس الاعلى للمرأة في الاقليم بدأ حملة لمناهضة العنف ضد المرأة في كردستان، بالتعاون مع العديد من المؤسسات في حكومة الاقليم ومنظمات المجتمع المدني المحلية والعالمية، مشيرة الى ارتفاع حالات التجاوز والعنف ضد المرأة في الاقليم، ما يتطلب المزيد من العمل وتفعيل دور مؤسسات الاقليم ومنظمات المجتمع المدني لتدارك ارتفاع حالات العنف ومنع بروزها.
وكان المجلس الاعلى للمرأة قد نظم امس الاول الاثنين مؤتمرا موسعا، بمشاركة الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف الجنسي ضد المرأة في مناطق الحروب، ناقش واقع المرأة في الاقليم والاسباب التي تقف وراء استمرار حالات العنف و التجاوز على حقوق النسوة، والمعالجات والاجراءات المطلوبة للحد منها.
وقالت عضو المجلس الاعلى للمرأة في الاقليم امل جلال في تصريح للصباح الجديد، على هامش مشاركتها في اعمال المؤتمر، ان المؤتمر ناقش جملة من القضايا والمواضيع المتعلقة بالتصدي للعنف ضد المرأة، الذي قالت انه ما زال مستمرا، مشيرة الى ان المؤتمرين خرجوا بالعديد من التوصيات التي تتمثل بالتصدي لبعض العادات والتقاليد القبلية، ومواجهة الفكر المتطرف لدى التنظيمات الارهابية، الذي قالت انه يعوق انهاء مسلسل العنف ضد المرأة في العراق واقليم كردستان على حد سواء.
واضافت جلال، ان المؤتمر ناقش العديد من المسائل والخطوات التي قطعتها المنظمات ومؤسسات حكومة الاقليم، لمناهضة العنف ضد المرأة والعقبات التي تعترض طريق تخليص النساء اللواتي يتعرضن للعنف، ووضع الخطط المطلوبة لاتباع اليات ملائمة بالتعاون مع وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الامم المتحدة والجهات المعنية في حكومة الاقليم.
وقالت ان المجلس سجل العديد من حالات العنف ضد المراة في الاقليم من قبل المنظمات الارهابية وقام بوضع المعالجات المطلوبة لها.
الصحفية والناشطة النسوية نياز عبد الله كان لها راي مختلف نوعا ما اذا انها حملت حكومة الاقليم والاحزاب السياسية المسؤولية عن استمرار مسلسل العنف ضد المرأة في الاقليم.
وتقول عبد الله، ان النساء اكثر شريحة تعرضت للظلم والاضطهاد في ظل الحكم الراهن في الاقليم، وان هذا الظلم فاق في كثير من الاحيان ما حصل لمدينة حلبجة من كارثة انسانية.
وتابعت، ان الاحزاب السياسية اسست عشرات المواقع الالكترونية باسمها او تحت اسماء مستعارة، تقوم يومياً بالتشهير بالنساء والتطاول عليهن، بشتى السبل بعيدا عن الاعراف الدينية والاجتماعية، من دون ان يتم محاسبتهم او معاقبة او اغلاق تلك المواقع.
وكانت مديرية الشرطة بمحافظة السليمانية قد اعلنت امس الثلاثاء عن انتحار احدى النسوة التي كانت قد لجأت قبل تسعة اشهر الى مركز ايواء تابع لمديرية مناهضي العنف ضد المرأة في حكومة الاقليم، نتيجة لمشكلة اجتماعية واجهتها مع عائلتها.
وقال مسؤول المركز، ان الفتاة المنتحرة كانت تبلغ من العمر 26 عاماً لجات الى المركز خوفا من تعرضها للقتل من قبل ذويها قبل تسعة اشهر، الا انها انتحرت امس الاول الاثنين، بعد ان فقدت الامل بالتوصل الى حل لمشكلتها برغم محاولات بذلها المسؤولون عن مركز ايواء النسوة في المحافظة.
وتشهد مدن ومحافظات الاقليم انتحار وقتل عشرات النسوة والفتيات سنوياً وفقا لمنظمات وناشطات مدافعات عن حقوق المرأة في كردستان، جراء تزايد حالات جرائم الشرف ضد النساء تحت تسمية غسل العار، برغم اصدار برلمان كردستان قانونا عام 2011 يعد القتل بداعي غسل العار قتلا عمدا.