مدريد ـ وكالات:
عشرة أشهر رائعة في الدوري الأسباني، وأربعة أسابيع استثنائية في المونديال، فترة كانت كفيلة بتحويل حياة الكوستاريكي كيلور نافاس من حارس مرمى مغمور الى حارس بمواصفات عالمية، وفتحت أمامه أبواب التاريخ والشهرة بتعاقده مع بطل أوروبا ريال مدريد الإسباني.
ولد كيلور نافاس في 15 ديسمبر 1986 ، والده لاعب معروف في كوستاريكا، يرى في نجله حارساً متميزاً، لكن يعيب عليه استخدام اليدين بشكل مبالغ في التصديات، وعدم استخدام الساقين.
بديل ليفاتني
قبل عامين كان نافاس (27 عاماً) أسيراً لمقاعد البدلاء في ليفانتي، أحد فرق الوسط الإسبانية، حيث كان ظلاً للحارس الأوروجوائي جوستافو مونوا في فترة المدرب خوان مارتينيز، لكن المدرب اللاحق خواكين كاباروس أحيا الأمل به حين اعتمد عليه في التشكيل الأساسي بعد رحيل مونوا.
الطريف أن مونوا، الذي كان أكبر عقبة امام طموح نافاس، خاض تجربة فاشلة مع فيورنتينا الإيطالي بعد الرحيل عن الفريق الفالنسي في 2013 ، ليضطر للعودة الى أوروجواي ويلتحق بفريق ناسيونال.
لم يهدر نافاس الفرصة، وكان عند حسن ظن كاباروس به، ليقدم موسمين متميزين، خاصة الموسم الماضي.
كان ليفانتي قد تعاقد مع الحارس من الباسيتي نظير نصف مليون يورو، لكن ريال مدريد لم يبخل بعشرة ملايين يورو، قيمة الشرط الجزائي، للحصول على توقيعه.
نجومية
بلغ نافاس ذروة النجومية مع منتخب كوستاريكا في مونديال البرازيل، حيث قاد بلاده لأفضل إنجاز في تاريخها بكأس العالم ببلوغ دور الثمانية، وتفجير كبرى مفاجآت البطولة بعد تصدر «مجموعة الموت».
لم يسمح كيلور في المونديال باهتزاز شباكه خلال وقت أصلي أو إضافي على مدار خمس مباريات سوى مرتين، أحدهما من ركلة جزاء.
لعب الحارس مع زملائه بالمنتخب بطولة جماعية على أرض البرازيل بالفوز على أوروجواي 3-1، وعلى إيطاليا 1-0 ، والتعادل سلبا مع إنجلترا للانفراد بصدارة المجموعة، وتحقيق إعجاز لم يتوقعه أو يصدقه أحد.
تألق نافاس بشكل استثنائي في مباراة دور الـ16 بعد انتهائها بالتعادل 1-1 والاحتكام لركلات الترجيح، ومنح كوستاريكا بطاقة العبور لربع النهائي، والصمود 120 دقيقة أخرى امام هولندا بتعادل سلبي، غير أن التوفيق لم يحالفه وزملائه في ثاني تجربة مع ركلات الترجيح، ليعودوا الى الديار مرفوعي الرأس، ومحمولين على الأعناق.
عروض
انهالت العروض على الحارس، وارتبط اسمه لفترة ببايرن ميونخ الألماني وأتلتيكو مدريد الإسباني وبورتو البرتغالي، قبل أن يتدخل الريال ويحسم الأمور، ويتعاقد معه لستة مواسم.
وتبدو المعضلة في موقف نافاس مع الميرينجي، حيث تشير كافة الدلائل الى رحيل الحارس المتميز دييجو لوبيز، لكن هل ينتزع الكوستاريكي المركز الأساسي من «القديس» والقائد إيكر كاسياس؟، أم يضطر للعودة لمقاعد البدلاء؟ أم يتبع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي من جديد نظام التناوب بين الحارسين؟ .. كلها تساؤلات ستتضح في الموسم القادم.