بمناسبة ترشيحه للقائمة القصيرة في أدب الأطفال:
عبد الأمير خليل مراد
هناك أسماء عديدة استطاعت أن ترسخ ابداعها في ذاكرتنا من خلال الكتابة للأطفال، وهناك اسماء أُخر لم تجد فرصتها متاحة في هذا الميدان، إذ غادرت وقد استنفدت ما لديها من هموم وأفكار بعد ان استراحت في الكتابة للكبار من خلال الشعر والقصة القصيرة والرواية.
الكثير من المعنيين بشؤون الأدب يظنون أن الكتابة للطفل هي ممارسة سهلة ويسيرة ولا تتطلب جهودا مضنية على اعتبار أن الطفل لم يقدر على التمييز أو فرز الإبداع الحقيقي من الزائف. وقد أثبتت هذه النظرية فشلها وسقمها حين نضع ذكاء الطفل وفراسته مقياسا لهذه المعادلة، فالطفل يستطيع التماس الفن الحقيقي من الرديء وهو لا يعبأ بأي إبداع أو كتابة لم تلامس عفويته أو تحاكي طفولته. وقد بينت العديد من الدراسات و البحوث العلمية المهتمة بالأطفال: إن الطفل ذو حساسية مفرطة ويحتاج إلى لغة خاصة يتمكن الكاتب بوساطتها من استدراجه إلى فنه وابداعه.
شعراء وقصاصون جربوا بداياتهم الأُول في الكتابة للطفل ووجدوا أمامهم مساحات واسعة من الصحف والمجلات التي تعنى بهذا الأدب واستطاعوا أن يحفروا عناوينهم في ذاكرة الكبار والصغار على حد سواء والقليل منهم من تمكن من المزاوجة بين الكتابة للأطفال والكتابة للكبار وخير مثال على ذلك الشاعر العراقي محمد كاظم جواد الذي اقترنت تجربته الشعرية بين الكبار والصغار ففي بداياته حفر اسمه في هذا الفن من خلال نشر العديد من الدواوين ونشر العديد من القصائد في الصحف العراقية والعربية التي تتعاطى مع أدب الأطفال بروحية ومهنية عالية غير انه صمت لمدة طويلة خلال التسعينيات من القرن الماضي واليوم قد جدد عطاءه بكتابة أكثر من ديوان للأطفال منها صدر في العراق هذه الأيام ومنها ما سيصدر في بيروت خلال الأشهر القادمة وهو بهذا الحضور الإبداعي. يؤكد امتيازا في أدب الأطفال وتألقا لافتا. في الصحافة العراقية بعد أن صمت الكثيرون ولم نعد نسمع بإنجازاتهم في الدوريات العراقية والعربية.
والشاعر محمد كاظم جواد لم يفتر عن الكتابة للكبار أيضا فقد أصدر أكثر من مجموعة شعرية في هذا الميدان، غير أن أدب الطفل وخصوصا شعر الأطفال هو الشعر الذي يتميز بالصفاء اللغوي والحس التربوي العالي الذي نفتقده في الكثير من الكتابات المهتمة بالأطفال حيث بقي جواد أمينا لهذا الفن في كل محطات حياته.
إن هذا الاهتمام يأتي ليكمل مسيرة الشاعر محمد كاظم جواد في قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر وهو يمتطي منصة أدب الطفل بأكثر من إصدار جديد مزين بالرسومات المعبرة لفنانين عرب وعراقيين انه الإبداع الذي لا ينضب عند الشاعر وهو الذي جعل من الكتابة للأطفال هما ذاتيا ومختبرا لامتيازه في هذا الفن العفوي النبيل وقد ابدع أيما إبداع غير عابئ بضجيج المحبطين والمثبطين والطارئين وآخرها هو ترشيح كتابه (أين ظلي) إلى القائمة القصيرة في أدب الأطفال لهذا العام.
ونحن نبارك له هذا الإنجاز والتواصل مع اكبادنا التي تمشي على الأرض.