الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لا يزال يعاني من (فوبيا) الترخيص الاحترافي، ويبدو ان القائمين على كرة أسيا (مَّثَلَهُ مَثَلَ) رجل يلبس بدلة باهضة الثمن الا ان ملابسه الداخلية متهرئة وبالية بمعنى ان أتحاد قارتنا الموقر يهتم بالقشرة والشكليات، ملاعب بمدرجات زاهية لكنها فارغة، شاشات عملاقة لمعرفة الوقت (وأي جريمة أكبر من تضييع الوقت)، رخص تدريب لمدربي آسيا وجميع من يدرب أنديتها الكبيرة مدربين اجانب بجانب ان كل من هب ودب حصل على هذه (الكارتونة) للفشخرة والتباهي في استوديوهات التحليل، ونسىٰ ان كرة القدم لعبة اطرافها لاعب يحتاج للتطور ومدرب يحتاج فرصة لإظهار امكانياته وجمهور شغوف يملأ المدرجات وزمن فعلي يواكب سرعة اللعب والتطور لأندية القارات الاخرى.
فعندما تجبرك معايير احتراف الاتحاد الآسيوي إبعاد نادي الاتحاد السعودي من بطولة دوري ابطال آسيا لانه فشل في الترخيص الاحترافي وتبعد أندية بعض الدول الآسيوية اوتمنحها على مضض نصف مقعد كالعراق وعمان والكويت والأردن ولبنان لأن دورياتها غير محترفة فهذا الانحراف بعينه ولا ادري مانوع الاحتراف الذي يتكلم عنه رجال الاتحاد الآسيوي بوجود أربعة أجانب في الملعب أسعارهم تفوق كل جوائز بطولات آسيا بما فيها بطولات المنتخبات بفئاتها كافة وأندية مفلسة لا تستطيع دفع رواتب منتسبيها اخر الشهر ولولا تدخل أولياء الامور (الشيوخ والامراء) وتجار (الشو) لاصبح الصراخ والعويل على منصات الاعلام والقنوات الفضائية علنيا وشبه يومي ان لم يكن موجودا اصلاً.
فَشَلْ الاتحاد الآسيوي بتطوير اللعبة بآسيا تدفع ثمنه جميع الدول وخاصة دول غربي أسيا وتحديداً العربية منها فلاعب منتخبها حبيس دكة الاحتياط للاجنبي المحترف وقاعدة 3+1 فشلت فشلا ذريعا ولم يستفاد منها سوى دول آسيوية قليلة سوقت لاعبيها الغير مرغوبين بأوربا، وترخيص الاحتراف وضعها أنديتها على حافة الافلاس، التحكيم الآسيوي لم يتطور بوجود من أكل عليهم الدهر وشرب والفرز الطبقي للأندية بجميع مسمياته أضر بالأندية ولم ينفعها فدول القاعدة الجماهيرية بعيدة عن المنافسة الأقوى التى تطور اللاعب وهي بطولة دوري ابطال آسيا ولولا تقسيم الاندية لغربي وشرقي لن نجد طرفاً من غربها في النهائي.
على الاتحاد الآسيوي ان يعيد حساباته ويهتم بالملابس الداخلية قبل اهتمامه بماركة البدلة الثمينة، ويجعل قاعدة 3+1 ثلاثة لاعبين آسيويين مقابل واحد من خارج القارة وليس العكس!.
* مدرب كروي وناقد رياضي
ميثم عادل