بابل – عادل محمد:
تمكن فريق من المتخصصين في هندسة البوليمرات والصناعات البتروكيمياوية في كلية هندسة المواد بجامعة بابل، من ابتكار “طلاء ذكي” متعدد الوظائف لحماية أنابيب نقل النفط والغاز من مشاكل التآكل التي تؤدي عادة الى خسائر مادية كبيرة تصل الى نحو 4% من إجمالي الناتج المحلي، فضلا عن خسائر بالأرواح إذا ما حصل انفجار وتلوث بيئي نتيجة لتسرب النفط ومشتقاته في المناطق التي تمر بها الأنابيب.
وقالت الباحثة الدكتورة سلسبيل كريم برهان الجنابي: إن العمل الذي نفذته جاء بإشراف كلاً من البروفيسور الدكتور ذو الفقار كريم مزعل والدكتور عمار عماد الكواز رئيس قسم هندسة البوليمرات والصناعات البتروكيمياوية ، نجح في تصنيع طبقة طلاء من الايبوكسي ذات قوة التصاق عالية ، مقاومة عالية للكسر وتوفر الحماية اللازمة من التآكل بمقدار ممتاز، وإن حصل كسر في طبقة الطلاء حيث تم تطوير طبقة طلاء ذكية بجعلها قابلة على “الشفاء الذاتي” من تلقاء نفسها، إذا ما حصل فشل فيها وبأقل التكاليف الممكنة. وبذلك تكون أنابيب النقل محمية من المشكلة، وبهذا تتجنب الشركات النفطية المخاطر والخسائر الناجمة عنها، موضحة أن فريق العمل تمكن من تطوير مواصفات طبقة الطلاء، ناهيك عن كلفته الرخيصة، قياسا مع الطلاءات المستوردة ذات التكلفة الباهظة.
مشيرة الى أن المعالجات العالمية والهندسية المعتمدة حاليا تتمثل بطلاء الانابيب بطبقة من مادة الايبوكسي التي تعمل على الحماية من التآكل عن طريق عزلها عن المحيط الخارجي(بيئة العمل) فتمنع وصول الرطوبة وبقية العوامل الى سطح معدن الانبوب، الا أن هذه الطبقة تعد هشة، فتتكسر وتفشل حال تعرضها لأي صدمة كارتطام الانابيب مع بعضها أثناء نقلها وتنصيبها. ولذلك اتجه فريقنا الى ابتكار هذا الطلاء الذي يمتاز بواصفات فريدة من نوعها.
منوهة الى أن الفريق يسعى الى تسجيل العمل في براءة اختراع لدى الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، لأهميته التطبيقية واستثماره لمعالجة مشاكل التآكل التي تتعرض لها أنابيب نقل النفط والغاز الممتدة غالبا الى مسافات بعيدة في أماكن صحراوية وأراض مالحة ناهيك عن تأثيرات الظروف الجوية.