الشباب كان حاضرا..
سمير خليل:
على قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في بغداد أقيم المعرض السنوي للتشكيليات العراقيات تزامنا مع احتفالاتنا بيوم المرأة العالمي، المعرض تنوع بأساليب ومضامين ومدارس مختلفة من خلال اعمال الرسم والنحت والخزف، اكتست ثنايا القاعة بألوان حواء العراقية التي تبعث الامل والتفاؤل والجمال، وكانت السمة الشبابية هي عنوان المعرض مما يبشر بغد مفرح للمرأة والتشكيل العراقي.
الفنان قاسم سبتي رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين كتب في دليل المعرض: في مثل هذا الوقت من كل عام وتزامنا مع اعياد يوم المرأة العالمي، وعلى مدى أكثر من عشر سنوات مضت تتزين جدران القاعة الرئيسية في جمعيتنا العريقة بالمنجز الابداعي والفني للفنانات التشكيليات العراقيات على مختلف اجيالهن واساليبهن في الرسم والنحت والخزف”.
واضاف: نظن اننا وفينا بما نخطط له بان نجعل هذا المعرض، مساحة لاكتشاف طاقات جديدة لتشغل الساحة الفنية جيلا بعد جيل ولأننا نؤمن بان المرأة شريك حقيقي في بناء الثقافة الفنية والجمالية المعاصرة في العراق”.
الناقد الفنان الدكتور جواد الزيدي سجل انطباعاته عن المعرض قائلا: هدف المعرض بالمقام الاول ان تخلق مناخا ضد مناخ العنف، القسوة الموجودة في الخارج، مائة فنانة تشكيلية تشارك في معرض، في اجناس الرسم والنحت والسيراميك وتخلق هذا الجو المستمر سنويا على قاعة الجمعية، اضافة لافرازات مجموعة من تجارب الفنانات التشكيليات الشابات، فرصة لكسر الحواجز لهن بالمشاركة سنويا في معرض الجمعية او معارض اخرى للفن العراقي، هذه الفرصة تفيد هؤلاء الفنانات بالمشاركة في هذا الاتجاه وتقديم تجاربهن”.
ويضيف : لجنة الاختيار وانا احد الأعضاء فيها، كانت منذهلة من بعض التجارب، تجارب تقدم لأول مرة ولكنها تقدم مستويات مهمة فضلا عن تكريس التجربة لبعض الفنانات ، فنانات عملن على تقنيات خاصة، اساليب خاصة، موضوعات خاصة، بدأت تجاربهن تتكرس فتجاوزت التجربة النسوية الى تجربة التشكيل العراقي، يعني اصبحن ضمن المشهد التشكيلي العراقي، تقارن بالفن الرجولي لفنانين مهمين لهم باع كبير، المعرض فرصة لتعدد الاتجاهات والاساليب والمدارس الفنية، مائة فنانة عراقية تشارك في هذا المعرض على مستوى النحت والخزف ايضا، هناك تجارب على الرغم من قلتها لكنها تشكل ملمحا جديدا”.
المشاركات عبرن عن سعادتهن بهذا المعرض الذي يشكل فرصة للتعريف بهن وبأعمالهن.
تمارا الشبخون (رسامة) قالت: المعرض جميل، الحضور جميل، اشارك بلوحة رسم واحدة، من خلالها احببت ان أرسل رسالة بان الحياة طويلة فيها الخير والشر، الابتسامة والضحكة، العدل، القهر والحزن، لدي مشاركات عديدة في المعارض التشكيلية”.
اما شمس السعيدي التي تحرص على المشاركة كل عام فقالت:
لوحتي عنونتها بـ(احلام على قارعة الطريق): هي احلام كل امرأة، في لوحتي رسمت المرأة كما هي، الحصان مثلته بالرجل، الحصان كما قرأت عنه يملك وفاءا واخلاصا وكذلك يملك عزة نفس اضافة لجمال شكله، شخصية الرجل القوية، الجذابة، الوفاء والعطاء كلها تتجسد بالحصان، لذلك انا احبه، اسلوبي دائما سريالي تعبيري خارج عن المألوف، انا أحب استطالة الوجوه التي ارسمها، الشفاه الغليظة، الانوف الطويلة التي اقصد بها الشموخ وعزة النفس”.
اما فردوس اسماعيل فقد وظفت اهتمامها ورسوماتها للمرأة في الاهوار، تقول: جسدت في لوحتي المرأة في الاهوار لكني تناولت موضوعتي بشكل سرمدي، اتناول اجواء الاهوار، المرأة بشكل خاص فيه ودورها الكبير في عالم الاهوار من طيور ومشاحيف وجاموس واسماك، انا اليوم متخصصة في هذا الموضوع بعد ان بدأت بالمفردات البغدادية”.
فيما وظفت لمياء رافع الراوي رسمها لموضوعات البورتريه منذ اربع او خمس سنوات لان الطلب عليه جيد، حيث تخصص جزء من انتاجها تجاريا وتضيف: لانني ابيع لوحات من خلال صفحة خاصة بالانستغرام والفيسبوك، لوحتي التي اشارك بها تحمل اسم (قيود) وكما ترى فان لوحتي عبارة عن بورتريه امرأة تطوق رقبتها الاسلاك الشائكة وبمجرد ان تتحرك تطبق على رقبتها هذه الاسلاك، سعيدة بمشاركتي الاولى بهذا المعرض بعد انضمامي مؤخرا لجمعية الفنانين التشكيليين “.
وفي جناح الخزف حاورنا الفنانة نسرين كامل التي شاركت بعمل خزفي عبارة عن ابريق شاي بشكل تنين، عبرت عن مشاركتها الاولى بالمعرض ايضا واضافت: تعذرت مشاركتي سابقا بسبب معاناة الخزف والخزافين والكل يعرف هذا، نحن نفتقد الدعم وخاصة فيما يتعلق بالأفران، لا تتوفر الطاقة الكهربائية ولذلك لا نمتلك افرانا وهذه هي معاناتنا، بصعوبة وبالكاد استطعت ان ازجج هذا العمل لأشارك به في المعرض”.