الصباح الجديد ـ متابعة:
تواجه بيتكوين، العملة المشفرة الأشهر عالميا، تقلبات يومية حادة منذ بلوغها مستوى قياسي في نيسان الماضي.
وبحسب بيانات جمعتها وكالة “بلومبيرج” للأنباء، انخفضت بيتكوين بنسبة 45 في المائة عن أعلى مستوى عند 64 ألفا و870 دولارا الذي وصلت إليه في 14 نيسان.
إلى ذلك ،ارتفع سعر عملة بيتكوين الرقمية المشفرة بنسبة 0.8 في المائة منذ الساعة 5 من مساء الجمعة لتصل إلى 35 ألفا و790 دولارا في الساعة 10 صباحا أمس في نيويورك.
وتقلبت أسعار بيتكوين بنسبة 4.5 في المائة، حيث يتم تداولها بين 34 ألفا و869 دولارا و36 ألفا و449 دولارا.
وفقدت عملة بيتكوين 10 في المائة من قيمتها في الأسبوع الماضي وارتفعت بنسبة 23 في المائة حتى الآن هذا العام.
يشار إلى أن جذور الشكوك حول جدوى العملات المشفرة تعود إلى إطار عمل الأموال باعتبارها وسيلة للتبادل، ووحدة حساب، ومخزنا للقيمة. ويشير منتقدو بيتكوين إلى عدم استقرارها وافتقارها إلى الخفة في التعاملات، لكن توجد أسباب جيدة جدا لقادة الأعمال للاستثمار فيها.
من حيث التبادل، تعد العملات المشفرة مرهقة، وتنفيذ المعاملات بوساطتها بطيء مقارنة بالأدوات الموجودة، مثل بطاقات الائتمان والعملات التقليدية. في حين أن “فيزا” و”باي بال” يمكنهما تنفيذ 24 ألف معاملة و193 ألف معاملة في الثانية، على التوالي، ويمكن لبيتكوين إكمال سبع معاملات فقط في الثانية.
علاوة على ذلك، من أجل تحقيق مكانة باعتباره وسيلة للتبادل، يجب أن يكون المال محل ثقة على نطاق واسع وأن يكون له عدد كبير من المستخدمين. اليوم فشلت بيتكوين في كلا الأمرين.
كوحدة حساب، يقول النقاد “إن قيمة العملات المشفرة غير مستقرة تماما، ما يعوق قدرة قادة الشركات على تخطيط أعمالهم وتشغيلها بفاعلية”. وفقا لتقرير صادر عن “جيه بي مورجان”، “تقلبات بيتكوين.. في ثلاثة أشهر، أو تحركات الأسعار الفعلية، كانت 87 في المائة مقابل 16 في المائة للذهب”.
مع ذلك، يمكن أن تكون هذه العملات مخزنا موثوقا للقيمة، وتوفر حلا لعدد من المشكلات، ولا سيما في الاقتصادات الناشئة.
إنها توفر طريقة بديلة لحفظ المدخرات. على عكس العملات التقليدية، لا تحتوي على مخاطر التضخم، لذلك يمكنها الحفاظ على القوة الشرائية بالقيمة الحقيقية. وبهذا المعنى يمكنها تجنب مخاطر تخفيض القيمة التي تسببها الحكومات المبذرة. يمكنها أيضا توفير الاستقرار والشفافية في البيئات المتقلبة سياسيا.
كذلك تسمح العملات المشفرة للأشخاص بإرسال الأموال بتكلفة أقل كثيرا من العملات الأخرى، يمكن أن تكون تكاليف المعاملات أقل 50 ـ 90 في المائة من تلك التي تتم بالطرق التقليدية.
ويعتمد كثير من الأسواق الناشئة على التحويلات المالية. من الواضح أن هناك حجة مقنعة لمصلحة العملات المشفرة باعتبارها مخزنا للقيمة، فهي أشبه بكونها الذهب الرقمي. لكن ما إذا كان بإمكانها حل المشكلات الهيكلية بوصفها وسيلة التبادل ووحدة للحساب يبقى أمرا أقل وضوحا.
ويمكن للمرء أن يجادل بأن إعادة صياغة الهيكل، أو النظام المالي العالمي جارية بالفعل، إذ تعد الصين أكبر شريك تجاري، وأكبر مستثمر أجنبي مباشر، وأكبر مقرض لكل من الاقتصادات المتقدمة والنامية، وثاني أكبر مقرض أجنبي للحكومة الأمريكية بعد اليابان. لكن بعد عقد من التوسع بدأت الصين بالتراجع.