الصباح الجديد – متابعة:
بعد الاحداث الارهابية التي مر بها العالم منذ سنين تشوهت صورة المسلم وربطها العديد من الاشخاص في كل الدول بالإرهاب برغم الاعداد المتزايدة للمسلمين في كل الدول ومثلهم مثل كل الامم والشعوب فيهم الخير والشر لكن ظلت الصورة السوداوية هي الطاغية عليه، غير ان السينما الهندية وتحديدا سينما بوليوود راحت تحاول تحسين الصورة بأفلام عدة، مع ان السينما الهندية نفسها ظلت لسنوات طويلة تتبنّى صورة نمطية وسلبية للمسلم، سواء كان شخصية رئيسة في العمل أو دورا ثانويا، فكان الهدف عرضا مشوّها لصورة المسلمين، لكن الوضع بدأ بالتغير مع دخول جيل من النجوم مسلمي الديانة إلى السينما الهندية مثل شاروخان، وسيف علي خان، وسلمان خان وغيرهم من الفنانين الذين أسهموا بوجه أو بآخر في تغيير تلك الصورة، فلم يعد المسلم في السينما الهندية إرهابيا أو مجرد إقطاعي مستغلّ وصاحب ثروة لا يهتم بشيء في الحياة سوى نزواته.
فمع التغييرات التي طرأت في العالم أخيرا تغيرت أيضا تلك النظرة السلبية، خاصة مع انهيار برج التجارة العالمي في أحداث 11 سبتمبر/أيلول والاضطهاد الذي عاناه المسلمون، ما يرصده فيلم «اسمي خان» للممثل الهندي شاروخان، فهو من أوائل الأفلام الهندية التي تحمل رسالة «أنا مسلم ولست إرهابيا»، ليصحح تلك الصورة التي تضمنتها سابقا أفلام بلاده.
وتعتمد السينما الهندية في حبكتها على التسلية، والقصص الاجتماعية والرومانسية التي تجذب الجمهور، لكنها على سبيل المثال في فيلم «قربان» إنتاج 2009، للمخرج رينسيل دي سيلفا وبطولته لكارينا كابور مع سيف علي خان، قدمت الأحداث بطريقة غير مباشرة صورة المسلم من خلال بطلة الفيلم أفانتيكا الأستاذة الجامعية الهندوسية التي تتزوج من «إحسان» المسلم، وينتقلان إلى العيش في نيويورك، وهناك تكتشف الخدعة فجيرانها في الحي الذي تعيش فيه مجموعة من الإرهابيين يقومون بعمليات ضد مدنيين، وبأن زوجها أراد استقطابها وتجنيدها لكي تنضم إلى الجماعة الإرهابية، ثم يسعى أحد الأشخاص إلى إنقاذها.
صورة المسلم الإرهابي أو الشخص السلبي في القصة لم تقدم فقط في «قربان»، فأفلام كثيرة حاولت تشويه الصورة بطريقة غير مباشرة أيضا، ففيلم «المطلوبون للعدالة في الهند» للمخرج والمؤلف راج كومار جوبتا، الذي عرض عام 2019، يبدو في البداية محايدا، لكننا نجد أنفسنا أمام مجرم دولي مطلوب للمثول أمام العدالة، ويحاول ضباط المخابرات تعقبه بسبب التفجيرات التي ينفّذها.
لكن مؤخرا اهتم عدد من صناع السينما في الهند بتصحيح الصورة، وتأكيد أن الصراع في أساسه ليس دينيا أو اجتماعيا لكنه في الأساس صراع سياسي، ففي فيلم «دولة» (Mulk)، للممثل الهندي ريشي كابور والهندية تابسي بانو، الذي يعدّ خطوة شجاعة من صنّاعه، يستكمل ما بدأه شاروخان في «اسمي خان»، بالتخلص من الأزمات وإعلاء لغة التعايش في سلام.
واستُهلم الفيلم من قصة حقيقية لأسرة مسلمة أحد أبنائها زوجته هندوسية الديانة، وبرغم الحياة الاعتيادية التي تعيشها الأسرة لكن الأوضاع تتغير حين ينضم أحد الأبناء إلى جماعة إرهابية ويقتل.
أراد صناع الفيلم أن يحمل رسالة واضحة بأن ليس كل مسلم إرهابيا، وذلك بعرص مشاهد مثل رفض الأم والعم تسلّم جثة الابن اعتراضا على ما فعله، وكذلك مشاهد معاناة الأسرة وتحويلهم إلى التحقيق ودفاع زوجة الابن الهندوسية عنهم، برغم موقف المحامي المتحامل ضدهم، ما يدفع بالقاضي إلى أن يطلب منه أن يطبع صفحات الدستور الهندي الأولى التي تحتوي على «حرية العقيدة» وهي رسالة الفيلم.
الفيلم الكوميدي «فتاة الأحلام» للمخرج راج شانديليا وبطولة أيوشمان كورانا، نوشرات بهروشا ومانجوت سينغ، تصدّر شباك تذاكر بوليود، وحقق 2.5 مليون دولار وقت عرضه.
وتدور أحداثه في إطار كوميدي عن شاب هندوسي يقلّد صوت النساء وبالفعل يحترف مكالمات هاتفية مع الرجال تحقق له مكاسب مادية، ويتحول إلى فتاة أحلام كثير من الشباب، حتى يقع في طريقه بالصدفة والده فيوهمه بأنه امرأة مسلمة تدعى زبيدة، فيتناول الفيلم التغيير الذي مرّ به والده بسبب تعرفه إلى مسلمة.
ووجدت فكرة حرية العقيدة أيضا دعما من عدد من المسلسلات مثل مسلسل «الفتى المناسب» الذي يعود إلى الماضي في مرحلة ما بعد تقسيم الهند، فتتزوج البطلة وهي مسلمة من فتى هندوسي يوهمها بالحب لكنه ينتقم لأهداف سياسية فهو ابن أحد السياسيين. وهذا المسلسل أثار جدلا كبيرا لدى عرضه لوجود علاقة بين مسلمة من الطبقة الحاكمة وهندوسي، وكانت هناك مطالبات بوقف عرضه قبل التوضيح بأن الفكرة تخدم الدراما لتأكيد ضرورة حل الأزمة بين الهندوس والمسلمين في الهند.