تضامن عبدالمحسن
انطلقت النسخة الثالثة لفعالية Baghdad walk أو التجول في بغداد، والتي يتبناها كل من معهد تجارب المكانية في برلين ومعهد غوته الالماني ومؤسسة بيت تركيب، واقيمت هذا العام في شارع حيفا.
تضم Baghdad walk مجموعة معارض تتوزع على مواقع متفرقة من شارع حيفا، حيث بدأ المعرض الاول للفنانة الشابة شمس عقيل قرب تمثال الملك فيصل الاول، وتستمر الجولة في الشارع على الجزرة الوسطية، وعلى ارصفة عماراته وبين مقاهيه وقرب السفارة البريطانية، وينتهي بالمعرض رقم 12 الذي حمل عنوان (المتبقي) للشاب انيس عامر، قرب نصب شبكة الصيد.
عن هذه التظاهرة الفنية قال امين مقداد احد المنظمين، “ان المستهدفين من هذا العمل، الشباب ممن لديهم ابداعات فنية، وكذلك الناس المتواجدين في الشارع، ممن ليس لديهم تصور عن اعمالنا الفنية” واكد ان التفاعل الجماهيري جميل بحديه السلبي والايجابي “هناك من لا يستحسن ما نقدمه وبالمقابل من يثني على نتاجات الشباب، المهم اننا نسعى بمرور الزمن الى ان تكون الآراء إيجابية بالمطلق لان الغاية رسم صورة لبغداد وشوارعها وكل تفاصيلها مشرقة وجميلة”.
اشتملت التظاهرة الفنية على عدد من المعارض التي حملت رسائل وطنية خالصة، فمعرض شمس عقيل يحمل تساؤلا عن حقبة الملك فيصل وفترة حكمه خاصة مع كل المعلومات والقصص التي يتداولها الناس عن تلك الفترة والتي تثير الجدل غالبا بين مصدق ومكذب. فيما حمل معرض الشاب مهند طه اسم “حواسم” ليعكس تأثير البناء الدخيل والمشوه على جمالية المدينة، اما معرض الفنان لؤي الحضاري فكان عنوانه “الجانب الاخر من النهر” والذي اشار في حديثه الى ان النهر فقد جماليته واهميته السياحية بسبب الاهمال، وارتفاع الابنية ذات الاقواس والطرز الحديثة، وبالتالي صار الطابوق جزءا من النهر.
اما اخر المعارض فعنوانه “المتبقي” لانيس عامر وسلط فيه الضوء على مهنة صيد السمك التي تلاشت لدرجة عدم تمكنه من العثور على قارب صيد او صيادين (سماجة)، والمنطقة التي كانت تشتهر بالصيد صارت تأكل السمك المستورد او من احواض الثرثار، بسبب الاهمال وقوانين منع الصيد الجائرة.