خوفا من انكشاف “الغطاء الدبلوماسي”
متابعة ـ الصباح الجديد :
يترقب النظام الإيراني بـ”خوف شديد” على حد تعبير موقع المجلس الوطني للمقاومة الإيراني، محاكمة “الدبلوماسي” أسد الله أسدي في بلجيكا بعد أقل من 10 أيام.
الموقع أفاد بأن مواقف وسائل الإعلام المقربة من النظام وارتباكها مؤشر على “خوف هستيري” من المحاكمة التي قد تكشف ممارسات للنظام الإيراني كانت متسترة تحت غطاء الدبلوماسية منذ عشرات السنين.
وفي أحد أعدادها الأخيرة، زعمت صحيفة “وطن إمروز” التي تديرها الدولة أن اتهام أسدي بارتكاب أعمال إرهابية كان نتيجة “انتشار أخبار لا أساس لها، دفعت بعض الدول الأوروبية إلى الدخول في صراع دبلوماسي مع إيران”.
وتشتبه ألمانيا وفرنسا وبلجيكا في تعاون أسدي، الدبلوماسي المقيم في فيينا، مع زوجين كانا يعتزمان مهاجمة تجمع معارضين إيرانيين في باريس.
وأمر القضاء البلجيكي باعتقال أسدي، ونتيجة لذلك فقد حصانته الدبلوماسية في غضون 48 ساعة.
وأخيراً، سلم المدعي العام الألماني الدبلوماسي للقضاء البلجيكي بعدما اعتقل في 2018. ويتوقع أن تتم محاكمته يوم الجمعة 27 من الشهر الجاري.
واتهم أسدي بتسليم نحو 500 غرام من المتفجرات للزوجين الإرهابيين في لوكسمبورغ.
وكان الهدف هو تجمع “إيران الحرة” الذي ينظمه سنويا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
دبلوماسية المتفجرات
ويقول المجلس في موقعه “كانت مؤامرة القصف محاولة يائسة للنظام للقضاء على البديل القابل للحياة، في أعقاب الاحتجاجات التي عمّت إيران في عام 2018، والتي لعبت فيها المقاومة الإيرانية دورًا رائدًا”. بينما قالت صحيفة “وطن إمروز” إن “عدم نشاط جهازنا الدبلوماسي لمدة عامين أدى إلى إعلان القضاء البلجيكي عن انتهاء التحقيق بشكل نهائي وبدء محاكمة أسدي وثلاثة آخرين”.
وبذل النظام الإيراني جهودا حثيثة للإفراج عن أسدي، رغم أنه “ضبط متلبسا” وفق الموقع ذاته.
وكان وزير خارجية النظام الإيراني، محمد جواد ظريف، وصف التهم الموجهة لأسدي بـ “الزائفة” كما حاول العديد من المدافعين عن النظام إلقاء اللوم على بعض الأحزاب “المارقة” في نظرهم.
من جانبه، أكد جاك رايس، رئيس جهاز أمن الدولة البلجيكي، في رسالة وجهها إلى المدعي الفيدرالي إنه “تم وضع خطة الهجوم باسم إيران وتحت قيادتها، ولم يكن الأمر يتعلق بمبادرة من أسدي لوحده”.
تهديد صريح
وفي أكتوبر الماضي، كشفت رويترز أن أسدي قال للسلطات الأمنية البلجيكية، إن الجماعات المسلحة في العراق ولبنان واليمن وسوريا وكذلك في إيران “مهتمة بنتيجة قضيته”، وهو ما رأته السلطات هناك كتهديد مباشر لأمنها.
وتؤكد تهديدات الأسدي مرة أخرى أن المؤامرة الإرهابية ضد تجمع المقاومة في باريس تمت الموافقة عليها على أعلى مستوى في نظام الملالي الذي يمول كل الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، وفق موقع المجلس الوطني للمقاومة الإيراني.
وبحسب المجلس ذاته، فإن محاكمة أسدي “فرصة لدول الاتحاد الأوروبي لمحاسبة النظام الإيراني بأكمله على أنشطته الخبيثة”.