وداد إبراهيم
يفتح أبو منتظر محله في سوق دانيال مبكرا، ويجلس امام ماكنة الخياطة التي اعتاد العمل عليها كأمهر خياطي الستائر في السوق، هو لا يشعر بالملل والروتين لان الوجوه والاقمشة والنماذج في تغيير مستمر فيبدع في عمله، ويشعر بسعادة غامرة حين ينتهي من انجاز نموذج من الستائر، ليبدأ بخياطة الستائر الخاصة بزبائنه من رواد السوق، ويتواصل مع الخياطة حتى منتصف النهار ليغادر محله وهو يحمل ذكريات اجمل أسواق بغداد التراثية فيجتاز الزقاق الضيق مارا بالعديد من الخانات والازقة التراثية يفكر في كيفية ترتيب ستائر الغد، بما ينسجم ومتطلبات زبوناته اللواتي اعتدن العناية بادق تفاصيل البيت، فكيف بالستائر؟
ويرى أبو منتظر ان للمرأة الانيقة دور في بقاء السوق
يقول: المرأة العراقية انيقة ومرتبة وتبحث دائما عن أي موديل يجعل بيتها جديدا ومرتبا وقد تدخل في منافسة مع الاخريات، هذا ما ادام الحياة في السوق وظل الوحيد والاكبر في عموم العراق دون ان يتراجع كما حدث للكثير من الأسواق التراثية الأخرى لما يتضمنه من أنواع نادرة من اقمشه الستائر المستوردة وبشكل يتوافق مع الجديد من الموديلات التي تظهر على شبكة التواصل الاجتماعي، ولا يخلو من الزبائن ابدا ولدي زبائن تعاملوا معي منذ عشرات السنين، لأني ابيع القماش واخيط الستائر، وهذا ما يحقق للمشتري اكثر من رغبة، أحيانا يأتي الزبون بالموديل فيشتري القماش واقوم بخياطته، وأحيانا اطلب من المشتري ان يأتي بعد ساعتين او اكثر لأكمل خياطة الستارة على افضل صورة فيستغل هذا الوقت في التجول في السوق وفي الازقة التي تحيط به وهي أسواق متعددة ومتنوعة حتى يحين الموعد فأكون انتهيت من عملي.
وتابع: الستائر الجاهزة التي غزت الأسواق لم تؤثر على القوة الشرائية لهذا السوق، لان البيوت العراقية تتصف بالشبابيك العريضة والعالية. ومن هنا بقي شراؤها محصورا بالشقق او المحلات الصغيرة، وبقيت المرأة هي اهم رواد سوق الستائر.
سوق (الجوخجية )
نصحني أبو منتظر بالحديث مع اقدم الباعة في السوق وهو (أبو احمد) الذي شاركني الحديث فقال: كان يسمى (سوق الجوخجية) وتباع فيه الاقمشة الرجالية، وها انا لحد الان ابيع هذه الاقمشة دون ان ابالي للتغيير الذي حدث في السوق، وانتشار محلات بيع الستائر، فأنا لي رواد من عشاق الاناقة والذوق ومن الذين اعتادوا خياطة ملابسهم وان كان زبائني قلة الا انني لا انوي تغيير محلي الى ستائر.
لوازم الخياطة
سعد جمعة بائع لوازم الخياطة الخاصة بالستائر يقول: من اجل ان يبقى الزبون في السوق ولا ينتقل الى مكان اخر تحولت بعض محلات الستائر الى محلات لوازم الخياطة من خيوط واكسسوارات الستائر وفق تطور موديلات الستائر، فنجهز الخياط بكل ما يضيف للستائر من اناقة وجمال ووفق النماذج الحديثة، لذا أجد ان هذا السوق يتردد عليه الزبائن بشكل متواصل وبشكل يومي.
القماش العراقي اختفى
السيدة رسمية محمد قالت: استعد لتجهيز ابتني بالستائر وان كانت غرفة واحدة الا انها بشبابيك عريضة واعتدت تجهيز الستائر من هذا السوق لوجود أنواع الاقمشة منها الإيرانية والتركية والصينية وكان القماش العراقي في السابق له مكانة في هذا السوق وله مواصفات عالية الجودة الا انه اختفى الان مع وجود كل الاقمشة الأخرى.