الخوض في المواقف السياسية لقادة ومسؤولين عراقيين تقع على عاتقهم ادارة احزاب وكيانات وتحالفات داخل قبة مجلس النواب او السلطة التنفيذية يكشف بشكل لالبس فيه عن مجموعة من التناقضات والمواقف المظللة التي تستهدف لوي الحقائق او تشويه مضامينها لخدمة جهات اخرى داخلية او خارجية ينتمي اليها هؤلاء (المتلونيين) من دون مراعاة للمصلحة الوطنية العليا وتصل بعص هذه المواقف الى مستوى خيانة الشعب والامة ومن يتفحص مليا في سلوكيات بعض الاسماء البارزة في المشهد السياسي العراقي سيصاب بالغثيان وسينتابه العجب ويتساءل مع نفسه كيف لمثل هذه السلوكيات الوضيعة ان تنتظم في العملية السياسية في العراق ؟وكيف سمح لها ان تستمر في لعبة اللف والدوران وتشويه الحقائق طوال السنوات الماضية؟ وللاجابة على هذين السؤالين لابد من معرفة الظروف المكانية والزمانية التي مكنت هذا الرهط من السياسين الفاشلين الذين لاينطبق وصف احدهم ب(السياسي) مادامت الاجواء والساحات ملوثة بالفساد وتسمح بمرور المبتزين والمدعين بالعمل السياسي حيث ان التعرف على هذه الاجواء سيسهل كثيرا معرفة اساليب دخول مثل هذه المجاميع التي نمت وتكاثرت وشكلت ولاتزال تشكل غدة سرطانية في خارطة العمل السياسي في العراق .. لقد استغلت هذه الشخصيات المريضة الدورات الانتخابية الماضية وتماهت مع الانحيازات العاطفية لمروجي التعصب الطائفي بمختلف عناوينه الديني والمذهبي والقومي وشكلت مع رموز وفئات دينية وقومية ومذهبية اخرى خارج العراق ثنائيا اخذ على عاتقه بث معتقدات وافكار لاتنمتي الى البيئة الاجتماعية العراقية والموروث الثقافي والتاريخي للعراق وخلال سبعة عشر عاما تصدى هؤلاء لمشاريع سياسية مشبوهة تفتقد للهوية العراقية ويغيب عنها الانتماء الحقيقي للعراق وبامكاننا في هذه السطور القليلة تبيان مجموعة من التناقضات لدعاة هذه المشاريع المشبوهة في مقدمتها الادعاء بالعداء للولايات المتحدة الامريكية فيما حقيقة الامور تشير الى تحالف ولاة امرهم وداعميهم مع دول ومجموعات صديقة وحليفة للولايات المتحدة الامريكية وتنتشر فيها قواعد عسكرية امريكية والالاف من الجنود الامريكان ومن ثم الادعاء بمواجهة اعداء الدين والمذهب فيما يعيش مايسمونهم اعداء الدين والمذهب بوئام وسلام داخل الدول الداعمة لهم ويحرم المساس باي من المذاهب والعقائد فيها والادعاء بمواجهة الاحتلال فيما يتم التحالف مع دول محتلة داخل اراضي دول مجاورة للعراق من دون نعتهم بالمحتلين وهناك سلسلة اخرى من التناقضات لايسع المجال هنا لسردها تحمل في دلالاتها السير خلف اوهام واكاذيب لم تعد تنطلي على الشعب العراقي وباتت مكشوفة ينتظردعاتها ومريديها الاندحار في اقرب استفتاء شعبي
د. علي شمخي