بناءً على ما سبق من دراسة الواقع الاقليمي تبدو إسرائيل كقوة صاعدة إقليمياً في المنطقة وتعيش عصرها الذهبي، بفضل التحالفات الجديدة التي تقيمها مع محيطها من الدول العربية المختلفة، بينما تعاني بقية البلدان المرشحة للصعود إقليمياً من تحديات جوهرية وتفتقد للحلفاء الدوليين المؤثرين بالدرجة التي تحظى بها إسرائيل، وتكتسب كذلك حليفاً جديداً هو المملكة السعودية، فبعد أن كانت العلاقة بينهما تتسم بالعدوانية، بدأت في التحول، حيث إن كلاهما لديه أسبابه ومبرراته لاحتواء إيران في المنطقة.
لكن في الوقت ذاته تظهر في خضم تحديات داخلية هائلة في ظل عدم وجود تسوية مع الفلسطينيين، ولا تكفي العلاقات الرسمية مع الدول العربية في تجاوز الرفض الشعبي الواسع لها في المحيط الإقليمي، وإضافة لذلك لا تتمتع إسرائيل بجغرافية واسعة وعمق استراتيجي ولا قوة سكانية تؤهلها للصمود في مواجهة الأزمة الديموغرافية التي تعاني منها.
وفي المقابل تنغمس تركيا وإيران في قضايا ونزاعات إقليمية تستهلك جهودهما مثل سوريا والعراق واليمن، لكنهما لم ينجحا في تكوين تحالفات كافية لقيادة المنطقة.
اما الان أصبحت الأفق واسعة امام إسرائيل بفضل علاقتها مع امريكا الصديق الحميم لخوض غمار ديمومتها في المنطقة في ضل علاقات التطبيع مع دول الخليج العربي كل من دولة الأمارات ومملكة البحرين وكذلك ممثليتها في دولة قطر وعُمان
والآن بدء جني الثمار لصالح إسرائيل من خلال الاسواق الخليجية بأعتبارها أسواق مستهلكة وليست منتجة من اجل عرض منتجاتها في السوق وكذلك شراء النفط الخليجي الذي أصبح أقرب مما كان في سابق عهدة وذلك لقرب المسافة والمياه المشركة عن طريق البحر الأحمر وكذلك المتوسط على عكس السابق الذي كان يجوب شتى البحار وبأسعار عالية الثمن .
الحقوقي قاسم علي