احلام يوسف
الكثير منا يعاني الروتين اليومي، وتشابه الايام حتى صرنا نعرف ما سيحدث وكأن الاحداث تتكرر يوميا من دون أي جديد او تغيير.
ما الذي يجعلنا نغرق في ملل الروتين؟ وهل الموضوع يتعلق بطبيعتنا الشخصية ام طبيعة الحياة التي نحياها؟
اوقات فراغ طويلة يتوه بعضنا في فلكها من دون افق لمنفذ. لكن، هل كسر الروتين شيء صعب او إعجازي كما يصوره البعض؟
تجيب نهاد العبودي اخصائية في علم الاجتماع: الروتين احساس يتناسب طرديا مع طبيعة الشخصية، فحتى في وقت الحجر المنزلي لم يعان الكل الروتين، بل ان هناك بعض الاشخاص اكتشفوا مواهب وابداعات لم يكونوا قادرين على التعامل معها او حتى اكتشافها بسبب طبيعة الحياة التي يعيشونها، لكن تواجدهم في البيت منحهم فرصة لممارسة ابداعهم واضفاء شيء مميز على حياتهم.
وتابعت: الكسل ما يولد الإحساس بالروتين، فهناك ساعات طويلة يمكن ان ننجز بها اعمالا عدة واشياء جميلة تجعلنا اكثر اقبالا على الحياة واكثر اعتدادا بالنفس، أشياء يمكن لنا ان نمارسها وتجعل منا صنّاعا فارقين بحياة الآخرين، لكن البعض تستهويه حالة التشكي وناهيك عن متعة الرفقة مع العائلة، فهناك هوايات او لنقل اعمالا يمكن ممارستها، مثلا القراءة، او الاستماع الى الموسيقى، الروتين نحن من نخلقه ونحن من نقتله.
مسير مهدي صاحب محل للإكسسوار كان متفائلا جدا ومقبلاً على الحياة بطريقة يحسد عليها، يقول: اتعجب ممن يتحدث عن الملل وأوقات الفراغ، يا ليتهم يعطونني بضع ساعات من أوقات فراغهم تلك، فمع اني انهض مبكرا من نومي لكني بالفعل اجد ان اليوم قصير جدا مقارنة بما اريد فعله، فانا عند عودتي من العمل اجالس عائلتي ثم اقرأ كتابا، لأني اعتدت ان يكون ذلك ضمن اليوم، بين آونة وآونة أخرى اسافر الى محافظة او بلد اخر مع زوجتي، فنشعر باننا بشهر العسل، هناك متنزهات ودور السينما وحتى المسارح، نعم توقفت كل تلك النشاطات في الاونة الاخيرة بسبب جائحة كورونا، لكن هل هؤلاء اشتكوا الروتين مؤخرا ام انهم يعانون منه طوال عمرهم؟ من يريد قتل الفراغ سيجد ألف وسيلة لذلك غير التشكي.
من خلال بعض الآراء نجد ان موضوع الروتين والوقت يتعلق بطبيعة الشخص ومزاجه واقباله على الحياة، لان الروتين حالة قابلة للكسر وبأكثر من وسيلة، واليوم هناك نواد وساحات وحدائق عامة يمكن ان تكون وسيلة لإضفاء بعض التغيير على ساعات يومنا، فالتغيير والمتعة يأتيان بأمور بسيطة، لكن تحتاج الى عقل واع وتفكير سلس خاصة بعد رفع الحظر وعودة الحياة الى طبيعتها.
اكسروا الروتين قبل ان يستبد بكم
التعليقات مغلقة