بغداد ـــــ الصباح الجديد:
صدر في بغداد وضمن منشورات اتحاد الادباء والكتاب في العراق الكتاب النقدي الخامس للأديب علي لفتة سعيد وحمل عنوان ( فهم النص من الانتاج الى التلقي ) ويقع بنحو 266 صفحة من القطع المتوسط. والكتاب حاول فيه المؤلف ان يوضح عملية فهم النص ليس من الناحية الاكاديمية او المنهجية التي اطلقها المفكرون والنقاد حول النص الذي اوضحه في المقدمة انه يعني بالنص الرواية، بل هو ما يمكن ان يفهمه المتلقي من محمولات النص ما بعد الانتاج.. وقد اوضح في المقدمة ماهية هذا الفهم وما يريد البحث فيه منذ لحظة ولادة الفكرة كنص ومن تحوله الى خطاب يلقى على قارعة المتلقي وما بينهما من اسئلة بديهية او ميتافيزيقية ومن بينها كيف يكتب المبدع الذي أسماه منتجًا نصّه؟ ما هي سبل أو طرق إدارة النصّ المنتج سواء أكان شعرًا أو نثرًا وسرديات؟ وما هي الأسس المخفية والخفية، التي لا يراها حتى المنتج وهو يدوّن ما تمنحه الذاكرة والمخيلة من قدرةٍ على استنطاق الحرف والجملة لتكون نصّا؟ لينبثق من هذه الأسئلة اجتراحه الخاص (بنية الكتابة)، التي حاول فيه الوصول الى منطقةٍ وسطى، تتيح معرفة ما هو مخفيٌّ وما هو مدوّن؟ وكيفية التدوين؟ ولماذا التدوين؟ ومتى يكون وكيف يكون والى من يكون. ومن ثم تتوج هذه الاسئلة بسؤال جامع: كيف نفهم النصّ.. وما ثقافةٌ فهم النصّ؟. وما هي العلاقة بين المتلقّي والنصّ؟ ويعطي المؤلف تبريرا من أن الكتاب محاولة لرسم ملامح خاصّة انبثقت ليس من ردّ على ما قيل أو ما قرئ، بل بما اكتنزته القراءة والتفحّص والتبحّر والتدقيق والتأثير الخاص، من خلال المناقشات والحوارات.. ولهذا فإن الكتاب يضم مقدمة وخمسة أقسامٍ وخلاصتين، وكل قسمٍّ يضمّ عددًا من الفقرات، تصب جميعها في بلورة قراءة النصّ، بعيدة عن المقولات والتعريفات السابقة وإن اعتمدت عليها.. وهي قريبةٌ من خلاصة تجربة في الإنتاج والتلقّي وإن لم تصل بعد الى مستوى طرح مصطلحٍ جديدٍ له خاصية الفرادة والتفرّد. الكتاب حمل في فصله الاول (مهادات استطلاعية لفهم النصّ) ثمانية اقسام وفي الفصل الثاني (تشكّلات النص وفعالية التلقّي) عشرة اقسام والفصل الثالث ( نصوص موازية.. جاذبية التلقّي) خمل ثمانية أقسام في حين حمل الفصل الرابع ( خدعة التلقي.. دلالات التأثير) تسعة اقسام والفصل الخامس( النص بوصفه صناعة) حمل تسعة اقسام وقد حمل الكتاب خلاصتين، عدّ في الاولى ان ثقافة فهم النصّ تعتمد على ثقافة المتلقّي ، مثلما تعتمد على قوّة النصّ وطريقة إنتاجه وما يحمله من مفاهيم إبداعية.. وهذه ثنائية تبدأ ربما بنقطةٍ محدّدةٍ ولا تنتهي بتأشير نقطةٍ أخرى.. فالخطّ المستقيم لها يبقى متّصلًا غير منتهٍ من العلامات الدالة، لكنها بالتأكيد تبقى العلاقة متضاربةً أحيانًا.. فيما لخص في الخلاصة الثانية ما توصل فيها من الاجراح لفهم النص من العلاقات المهمّة التي تفضي الى عملية فهم النصّ، ليس من مفهومها البحثي أو الظاهراتي أو الإتيان بشيءٍ جديد، بل التوصّل الى مجموعةٍ من المقتربات الجديدة التي ترتبط بثقافة فهم النصّ، مؤكدا من جديد ان ما تم طرحه هي آراءٍ شخصيةٍ انبثقت من لحظة التصادم والاصطدام أو الاحتكاك بالظاهرة النقدية والسؤال الذي ورد وانبثق، ومفاده كيف يتأثّر المتلقّي بالنصّ؟ وهل هناك عوامل تؤثّر عليه إن كانت إيجابيةً أم سلبية؟. ويذكر ان الاديب سعيد سبق له ان اصدر تسع روايات وخمس مجاميع قصصية واربع مجاميع شعرية ومسرحية واحدة واربع كتب نقدية هي( بنية الكتابة في الرواية العربية ..العراق أنموذجا.. أسئلة التدوين ومتابعة الأثر- )و بنية الكتابة في قصيدة النثر أساليب النصّ ومحمولات التأويل.. ) وكذلك (بنية الكتابة في القصة العربية.. العراق أنموذجا -المخيلة وأسطرة الواقع ) فضلا عن كتاب ( فهم الزمن ودلالته في النصّ السردي).