احلام يوسف
يعاني اغلبنا من ضعف الذاكرة حتى الاطفال بعضهم تكون ذاكرتهم مشوشة تحديدا في الوقت الحاضر حيث صخب الحياة والزمن المتسارع والذي نسعى جميعا للحاق به من دون جدوى.
الذاكرة ترويض، هذا ما يؤكد عليه علماء الاعصاب والاطباء، وبالتالي فعلينا ان نبحث عن طرق لتحسين الذاكرة التي نحتاجها في كل تفاصيل حياتنا سواء كنا عاملين او طلابا.
يقول طبيب الاعصاب مسلم عبد القادر ان ذاكرتنا في الوقت الحاضر ضعفت بسبب اننا لا نجهدها: “اليوم نعتمد على التكنلوجيا في كل شيء، فمن يبحث حاصل ضرب رقمين لا يتعب نفسه ليتذكر الناتج فيلجأ الى الحاسبة في هاتفه، من يريد تذكر فيلم معين او اسم ممثل معين يبحث في الغوغل ولا يدع لذاكرته فرصة لممارسة عملها، وبالتالي فقد صارت ذاكرة كسولة. الموضوع يشبه الى حد ما المفاصل، فلو اعتمدنا في سيرنا طوال الوقت على عكاز ستضمر وتصبح ضعيفة وسيكون من الصعب علينا المشي مرة ثانية بصورة طبيعية”.
وتابع: “لنأخذ الطلاب على سبيل المثال ونحن في وقت الامتحانات، والكثير يعاني من ذاكرة ضعيفة لا تسعفه في حل الاسئلة. هناك عدد من الطلاب يستمعون الى الموسيقى في اثناء دراستهم، وهذا يشتت الانتباه بحسب دراسة ظهرت مؤخرا، حيث توصل العلم الى ان الموسيقى بغض النظر عن طبيعتها هادئة او صاخبة، تعمل عمل الضوضاء وتشتت انتباه الطالب، لكن الهدوء التام يمكن ان يساعدنا للتركيز اكثر على كل معلومة وكلمة نقرأها”.
اكد عبد القادر على ان ممارسة الرياضة دائما تدخل ضمن حلول أي مشكلة، ومنها ضعف الذاكرة، اذ قال ان قضاء بعض الوقت بعيدا عن الكتاب او الكمبيوتر وممارسة المشي او أي حركات بسيطة رياضية تساعد العقل على استيعاب ما تعلمه في الوقت السابق.
معلومة جديدة وغريبة بالنسبة الينا ذكرها عبد القادر فيما يخص طرق تحسين الذاكرة اذ قال: “أظهر العلم أن الضغط على قبضة اليد اليمنى في أثناء الدراسة لحوالي 45 ثانية من شأنها أن تحسن القدرة على تذكر المواد التي يقوم المرء بدراستها، وعندما يحتاج الى تذكرها وقت الامتحانات مثلا او وقت المقابلة في حال كان موظفا، فما عليه سوى القبض على اليد اليسرى لاستدعاء المعلومات. وان كان الشخص اعسر يقلب المعادلة”.
واضاف: “في الماضي كان الطالب يلجأ الى تدوين كل معلومة يقرأها فتظل في ذاكرته، لانه رسم كل حروف كلماته بيده، اليوم لا يحدث هذا، فالكمبيوتر اصاب اليدين بالعطل واكاد اجزم ان اغلب الطلاب والناس بنحو عام ان لم يكن خطهم قبيحا ففي الاقل اصبح اسوأ مما كان عليه، فالخط ايضا تدريب. ولا ننسى ايضا الطعام الصحي، اذ ان تجنب السكر الابيض والتأكيد على الخضروات الطازجة يمكن ان يساعد في تحسين الذاكرة، فمثلا يحتوي الكرفس، والقنبيط، والجوز، على مضادات الأكسدة وغيرها من المركبات التي تحمي صحة الدماغ، وقد تحفز حتى إنتاج خلايا دماغية جديدة”.
وختم حديثه بان “القيام بأكثر من مهمة مهما تكن بسيطة يمكن ان تشتت الانتباه، لذلك علينا ان نعطي لكل مهمة وقتا لتستطيع الذاكرة حفظ ما قمت به، فعندما تتحدث عبر الهاتف او عند تدوينك معلومات معينة يجب ان لا تدخل معها اي مهمة اخرى حتى لو كانت وجبة غذاء”.
سهولة منال التقنيات الحديثة تهدد الذاكرة
التعليقات مغلقة