متابعة الصباح الجديد :
أفاد تقرير لصحيفة ميدل ايست مونيتر البريطانية، بأن شط العرب المصدر الرئيسي والوحيد للمياه في مدينة البصرة جنوب العراق يواجه تحديات كبيرة بسبب التلوث والملوحة ومخلفات الحروب، مشيرة إلى أن 26 نوعا من الاسماك مهددة بالانقراض في العراق
وذكر التقرير إن ” مدينة البصرة كانت تسمى سابقا بفنيسيا الشرق بسبب العديد من القنوات التي تجري فيها ، لكن تقريرا لمنظمة هيومن رايتس ووتش اوضح ان المجاري المائية في البصرة ملوثة بمياه الصرف الصحي البشرية والحيوانية والقمامة وجريان التربة الملوثة بالأسمدة الزراعية ومخلفات النفط والنفايات السامة – بما في ذلك الذخائر – التي خلفتها سنوات الحرب”.
واضاف أن ” من بين اكثر المخلفات ، هي مياه الصرف الصحي المنزلية والنفايات الطبية من المستشفى تعليمي التي تصب مباشرة في النهر، ففي أواخر عام 2018 ، تم إدخال أكثر من 100 الف عراقي إلى المستشفى نتيجة أمراض متعلقة بالمياه في بلاد ما بين النهرين”.
وقال الصياد ابو زينب “لقد كانت الفترة الذهبية لشط العرب ملتقى نهري دجلة والفرات الذي يمر عبر وسط البصرة عندما كانت القنوات غنية بمجموعة متنوعة من أنواع الأسماك، لكن اليوم ، يجب أن أختار مكانًا معينًا وأن أنتظر وقتًا طويلاً مع فرصة ضئيلة لاصطياد سمكة”.
واضاف أن ” الارصدة السمكية للنهر قليلة العدد وصغيرة الحجم”، فيما اوضح التقرير أن ” 26 نوعا من الاسماك مهددة بالانقراض بسبب تغير المناخ والاحتباس الحراري”.
واشتكي الصياد ابو زينب من أن ” بعض الصيادين يلقون بالسم عمدا في شط العرب لجعل الأسماك تطفو على السطح ويسهل اصطيادها، لكن ذلك يستخدم بشكل خاطئ ويقتل جميع أنواع الأسماك ، وبغض النظر عن الحجم. أنا أصطاد سمكة واحدة فقط بحجم جيد ، وأعيد الأسماك الصغيرة إلى النهر للسماح لها بالنمو”.
واشار التقرير الى أن ” العديد من الصيادين البصريين يلقون باللوم على الحكومة بسبب عدم تنظيف الطبقة السفلية العميقة لشط العرب ، مما يمنع العديد من أنواع الأسماك من دخول النهر”.
من جانبه قال علاء البدران ، خبير المياه والزراعة ، إن” الملوحة والتلوث هما أساس تدهور صيد الأسماك في شط العرب ، بالإضافة إلى النفط االمتسرب عبر النهر ، الأمر الذي جعل التنوع البيولوجي المائي أكثر هشاشة”.
واوضح أن ” ارتفاع درجة الحرارة في شط العرب الى 52 درجة مئوية إلى جانب المنتجات ومخلفات المصانع ، أدت إلى تضاؤل عمق النهر ، مما لا يترك مجالًا للأسماك للذهاب إليه خلال موسم الصيف “.
وواصل أن ” عشرات الأنواع من الأسماك ، بما في ذلك الشاد والكارب الشائع والباربوس ، اختفت من النهر ، مما دفع الناس إلى شراء الأسماك المستوردة ، التي أغرقت الأسواق المحلية في البصرة”.