احلام يوسف
اعتدنا على وصف الشخص الحزين، الذي يصاب بخيبة امل تدفعه الى العزلة، بانه شخص كئيب، لكن هل الكآبة مجرد حالة نفسية مثلها مثل الحزن والفرح والالم ام انها مرض يحتاج الى علاج وليس مجرد مواساة؟
وفي زمن كورونا ازدادت الحالات التي تدل على ان الكآبة بدأت تتسل بالفعل الى نفوس الكثير منا، فالحجر الصحي والاقتصاد الخاص والعام المضطرب اثر بنحو كبير على حالة الفرد النفسية والمزاجية.
يعرفنا الطبيب النفسي عبد الخالق طاهر على الاكتئاب بانه احيانا يسمى اضطراب نفسي واحيانا اخرى بسبب طبيعة الحياة التي يحياها الفرد، وايضا النظام الغذائي.
وقال: الاكتئاب اضطراب في الحالة المزاجية للشخص، فهو حزين دائما، وسلبي تجاه أي امر او حدث حتى لو كان حدثا جميلا يبدأ بالقلق من ان النهاية قد تكون مؤلمة وليست مثلما نتصور، لديهم عادة رغبة بالبكاء، واحيانا الاحساس بالذنب لأمر غير حقيقي اما ان يكون افتعله او انه بالغ بتصويره، اضافة الى التعامل مع الطعام فمنهم من يبدأ الاكل بشراهة، ومنهم من يمتنع عن الاكل ويفقد الشهية تماما، كذلك لا يهتم الشخص الكئيب بأي نشاط من الانشطة التي عادة تكون وسيلة للترفيه والترويح عن النفس. وهناك اكتئاب رئيس واكتئاب سريري، وفي كلتا الحالتين يؤثر على سلوك الشخص وتصرفاته ازاء الاشخاص والاحداث، ويعد اكثر الاضطرابات النفسية شيوعا.
وتابع: قد لا تكون الكآبة اضطرابا نفسيا، بل رد فعل ازاء حدث معين كما حدث لبعض الاشخاص في العالم بسبب ملازمتهم المنزل والقلق من كورونا، ما اسفر عن حالات عنف اسري كثيرة، واحيانا الاجهاد النفسي او الاجتماعي، النظام الغذائي ايضا يسهم في بعض الحالات بالإصابة بالكآبة، الخمول البدني لذلك ننصح دائما بممارسة الرياضة، التدخين ونقص فيتامين “D” وهناك حالات كآبة بسبب فقدان احد قريب، ويجب ان ننتبه ان بعض حالات الاكتئاب تكون اشارة الى اصابة الشخص بمرض معين، وهناك من يصابون بالكآبة بسبب بعض الادوية او كثرة استعمالهم للأدوية، فالأسباب عديدة ولا تحصر بأمر واحد او امرين.
واضاف: العامل الوراثي يسهم في اصابة الشخص بالكآبة، وهناك من يؤدي الخوف من اصابته به الى اللجوء لتناول الكحول او حبوب تؤثر على مستوى التركيز، ويمكن ان يؤدي مع بعضهم الى محاولة الانتحار وهذا بالفعل ما حصل مع الفنانة سعاد حسني وحتى مارلين مونرو، لذلك فمن الناحية الطبية، يعد الاكتئاب مرضا خطيرا يتطلب علاجًا وغالبًا ما يكون قاتلًا ولا يمكن أن يتأثر بقوة إرادة الشخص أو الانضباط الذاتي. وهو السبب الرئيس في الانتحار وثاني سبب للوفيات بين الفئة العمرية 15-29 عاماً.
هل هناك علاج يمكن اللجوء اليه في حالة اصابة الشخص بالكآبة؟
- “بالتأكيد، اهمها العلاج النفسي، دراسة حالة الشخص من كل النواحي، طبيعة حياته والبيئة التي يعيش وسطها، حالته الاقتصادية، الاجتماعية، اضافة الى مضادات الاكتئاب، وفي الحالات المستعصية نلجأ الى العلاج التحفيزي للدماغ والصدمات الكهربائية التي تعد علاجا فعالا وسريعا للاكتئاب برغم تخوف الناس منها لأنها ارتبطت في مخيلتهم بالجنون، وهذا غير صحيح البتة”.