- 1 –
هناك من يُطلق عليه وَصْفُ ( رجل المهمات الصعبة )، يقعُعليه الاختيار ليكون المفاوِض والمحاوِر في أخطر المسائل واهمّها، وهو ينشط في أداء مهمته الصعبة دون ملل أو كلل أو نكوص، ولا يرضى الاّ ان يخرج بأفضل النتائج .
وهنا لابُدَّ من الانتباه الى أمرين :
الأول : البراعة في الاختيار وهذه تعود للمختار الذي أَحْكَمَأَمْرَهُ وأحسنَ الاختيار .
الثاني :
مَنْ رسا عليه الاختيار، فادّى أحسن الأداء ،ونجح نجاحاً باهراً في المهمة
- 2 –
وقديما قيل :
اذا كنتَ في حاجة مُرْسِلاً
فأرْسِلُ حكيماً ولا تُوصِهِ
- 3 –
غير أنّ الحاجة تَعِنُّ للاستعانة بالغير في قضايا عديدة ، ومهماتٍ شتى لا يتسم الكثير منها بالأهمية الكبيرة، والمفروض هنا أنْ يُلحظَ ذلك ليأتي الاختيار متناسباً مع المهمة التي ليست بذاتِ أهميّة استثنائية .
فليس من المناسب مثلاً تكليف الجار بالسفر الى الهند من أجل انْ يشتري لك ما تحتاج من العاج ..!!
وليس من المناسب أنْ تكلّف اساتذتك بان يشتروا لك الألبسة الأنيقة ..!!
وهكذا هو الحال في سائر الموارد الأخرى .
- 4 –
ولقد جاء ذِكرْ الصحابي ( عروة البارقي ) في كتب الفقه والحديث و(لعروة) هذا حكاية طريفة هي التي دعتنا الى كتابة هذه المقالة ، وخلاصتها :
انّ الرسول (ص) بَعَثَ عروةَ البارقي ليشتري له أُضْحية بدينار ،
فاشترى أضحيةً بدينار ، وجاء مَنْ دفعَ له بها ربحاً مقداره دينارٌ واحدٌ فباعها منه ، ثم اشترى مكانها أخرى بدينار، وجاء بالاضحية والدينار الى الرسول (ص) فضحى بالشاة وتصدّق بالدينار .
والمروي ان الرسول (ص) قال له :
( بارك الله لك في صَفْقَةِ يَمِينكَ ) .
وتحوّل (عروة) بفضل هذا الدعاء النبوي الشريف وبركاته الى رجلٍ من الاثرياء وذوي النعمة …
لقد أدّى ( عروة) المهمةَ المُوَكلةَ اليه مِنْ قِبَل الرسول (ص) على أفضل وجه فاستحق الثناء والدعاء .
وفي القصة ما يحفّزُنا على أداء ما يُوكل الينا من المهمات على أحسن الوجوه، بعيداً عن الافراط والتفريط اللذَيْن تتسم بهما معظم تعاملاتنا في شتى الشؤون .
- 5 –
لماذا لا يُوضعُ الرجل المناسب في المكان المناسب ؟
لماذا كانت بعض الكتل السياسية ترّشح للوزارة من لا يصلح لها أصلاً ؟
ولماذا الاصرار على ان تضرب مصلحة البلاد والعباد عرض الجدار ؟
حسين الصدر