-1-
انّ الظاهر خدّاع ومن الخطأ بمكان الحكم على الاشخاص من خلال الظاهر وحده .
ويعمدُ الكثيرون الى جعل الظواهر برّاقةً مِنْ أجْلِ الايقاع بِمَنْ يصطادونهم من الأغرار ..
-2-
وللقاضي الأرجاني ( احمد بن محمد بن الحسين المتوفى سنة 544 هـ )
بيتان شهيران في هذا الباب
قال :
أحُبُّ المرءَ ظاهرُه جميلٌ
لصاحِبِه وباطِنُه سليمُ
مَوَدَتُه تدومُ لكلّ هولٍ
وهل كلُّ مودتُه تَدومُ ؟
لقد اشترط لمنح المحبة أنْ يكون الظاهرُ الجميلُ مقترناً بباطن سليم، والاّ فلا قيمة للظاهر الجميل الذي تختفي وراءه نفس خبيثة لا تتورع عن اجتراح أفظع الدناءات والموبقات …
-3-
والنفس النقية الصافية اليوم أندر من الكبريت الأحمر – كما يقول المثل-
-4-
ان الازدواجية داء قديم جديد .
ألم يقل الفرزدق للامام الحسين (عليه السلام) حين سأله عن الناس قبل أنْ يصل الى العراق :
(الناس قلوبهم معك وسيوفهم عليك).
وهذه الازدواجية نفسها جعلت أَحَدَ العتاةِ الغلاظِ يسلب قرطاً لبنت الامام الحسين (ع) وهو يبكي
فسألته :
لماذا تبكي ؟
قال :
لأني أسلبك وأنتِ أبنة الحسين !!
قالت :
فكفَّ عن سلبي
قال :
أخشى ان يأتي غيري ويسلبك ..!!
هذا هو منطق التضاد الحاد بين الظاهر والباطن …
بين باكٍ حزين يتألم لما جرى على الامام الحسين واهله من مصائب في الظاهر وبين فاتك قاسٍ يُرعب طفلةً بريئة من اهل البيت (ع) ولا ينصرف عنها الاّ بانتزاع أقراطها كما تدفعه لذلك نفسه الخبيثة في الباطن .
-4-
الصفاء والنقاء مطلوبان من الناس جميعاً ولكنهما مطلوبان من السياسيين بدرجة أكبر .
ان خداع الجماهير والضحك على الذقون هو أسوأ البضائع في أسواق السياسة الاحترافية …
-5-
ان العراق الجديد متخم (بطابور) شديد الكثافة ممن يعتاشون على ما يملكون من فنون الدجل والتضليل،وهولاء هم الذين هان عليهم ان تكون الملايين من العراقيين تحت خط الفقر ، بينما استمرت عمليات نهبهم للثروة الوطنية الى الحد الذي أوصلوا به العراق الى حافة الهاوية
إنّ الإضرار بالوطن والمواطنين لا ترضاه الأديان ، ولا تقره القوانين وقواميس الاخلاق ، وما هو الا الدناءة والزيف والالتواء والخروج الصريح على القِيم المقدسة كلها .!!
-6-
وبدلاً من أنْ يكون التنافس بين السلطويين على انجاز اكبر الخدمات للمواطنين، تجده ضاريا بينهم في مضمار الاتجار بالشعارات الرنانة والوعود المعسولة والبرامج الصورية …
-7-
وتتجه الانظار كلها الى انتخابات نيّابية مبكرة نزيهة، تنقذ البلاد والعباد من براثن الفساد، وتسير بهما الى مرافئ السلامة والسداد، وكل ذلك حتى الان لا يتعدى الوعود ايضا ..!!
حسين الصدر