-1-
الخوف صفة يتحاشى الكثير من الرجال أنْ يتسموا بها،وهي عندهم من الصفقات السلبية التي تقدح في الرجولة وتضر بالمصداقية ..!!
-2-
فهناك اذا الخوف المذموم ، ولكنّ السؤال المهم الآن :
هل هناك خوف محمود ؟
والجواب : نعم
انّ الخوف من الله هو غاية الغايات وأعظم الصفات، لانهيكشف عن عمق الايمان ، ويقود عملياً الى انتهاج الاستقامة على خط الطاعة لله والابتعاد عما يسخطه من أقوال وأعمال …
وتكمن المفارقة في أنَّ الخائفين من الامراض والاعراض – كما هو حال المرعوبين المضطرين من الكورونا اليوم – كثيرون ، ولكنّ الخائفين من الله قليلون ..!!
هذه هي الطامة الكبرى …!!
-سُرقَتْ الثروة الوطنية العراقية من قبل حيتان الفساد لانعدام الخوف من الله !!
-وكُثرت جرائم الاعتداء على الأموال والاعراض لغياب الخوف من الله..!!
-وتفشت أوبئة الكذب والغيبة والنميمة والبهتان والاتهامات الزائفة في الوسط الاجتماعي – ولاسيما دهاليز محترفي السياسة – بسبب عدم خوفهم من الله .
وتلذذ المتلذذون بأموال اليتامى والمساكين والفقراء بسبب عدم خوفهم من الله .
-وقدّم المزورون الوثائق والشهادات الدراسية الكاذبة بسبب عدم خوفهم من الله .
وهكذا تجد ان وراء جريمة وظلامة اشخاصاً لا يعرفون معنى الخوف من الله، ولذلك فهم يجترحون ما يجترحون من الجرائم والمظالم غير مكترثين بما ينتظرهم من عقوبات إلهيه وحساب صارمٍ يوم المعاد .
-3-
وحين سأل أحدُهم وعاظاً متمرساً أنْ يعظه : قال له الواعظ :
اذا سُئلتَ هل تخاف الله فلا تُجِبْ .
لانك ان قلت : لا ، فقد كفرتَ .
وان قلت : نعم فالخائف لا يكون على ما أنت عليه ..!!
وهذه موعظة بليغة مؤثرة .
-4-
ان الخوف من الله هو أهم العوامل التي تحجب الانسان عن الارتطام بصخور المعاصي والجرائم في كل الحقول والمجالات .
انّ الخوف هنا يعني الحصانة والصيانة ويجعل الارتداع نابعاً من
داخل الذات .
ولا خير في انسان لم تملأ قلبه الخشية من الله ،
وحسبنا ان نقول :
اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك .
حسين الصدر