تجمعات وتظاهرات ليلية تدفع السلطات الى الغاءالقرار
السليمانية – الصباح الجديد- عباس اركوازي
في اجراء اعتبر تحد لقرار حكومة الاقليم بفرض حظر تام للتجوال في محافظات الاقليم، منعا لانتشار فايروس كورونا، قام العشرات من اصحاب الاسواق والمحال التجارية في عدد من الاقضية والمدن بفتح ابواب محالهم مؤكدين انهم لن يلتزموا بقرارات لاتوفر لهم سبل العيش الكريم.
وطالب اصحاب المحال التجارية والمواطنون حكومة الاقليم والجهات الصحية المعنية بتطبيق اجراءات السلامة الفردية وفرض ارتداء الكمامات والكفوف واستخدام مطهر اليدين بدلا من منع المواطنين من الخروج لمزاولة اعمالهم اليومية.
وهذا ما دعا اللجنة العليا لمحاربة فايروس كورونا عقب اجتماع عقدته في اربيل، الى الغاء فرض حظر التجوال التام والزام اصحاب المحال والاسواق التجارية بتطبيق اجراءات السلامة الصحية والتقيد بشروط الواقية من الفايروس.
في السياق ذاته يقف ياسين سوران مع العشرات من اقرانه المزارعين امام علوة الخضار والفواكه بمحافظة السليمانية بانتظار ان يجد مشتري لمحاصيله الزراعية، التي انتجها في حقله ويعجز عن تسويقها، جراء فرض حكومة الاقليم حظرا تاماً للتجوال لمدة ستة ايام في محافظات الاقليم نتيجة تسجيل ارتفاع حاد في حالات الاصابة بفايروس كورونا.
ويقول ياسين للصباح الجديد، ان اغلب انواع الفواكه والمحاصيل الزراعية يحين موعد قطافها في هذا الشهر والاشهر التي تليه، لذا فان هناك مئات الفلاحين والمزارعين الذين يقصدون علوة السليمانية يومياً لتسويق محاصيلهم من خضار وفواكه، لافتا الى ان قرار حظر التجوال الذي اصدرته حكومة الاقليم يفتقر الى الحكمة وهو لايعير اي اهتمام لكثير من فئات الشعب.
واوضح انه اضافة الى المئات من الفلاحين الذين ياتون الى العلوة يومياً يعجزون عن بيع محاصيلهم، نظرا للاغلاق التام للاسواق والمحال التجارية، الذي دخل يومه الثاني في الاقليم امس الثلاثاء.
وتابع نحن نطالب حكومة الاقليم بايجاد حل لمشاكل الفلاحين واين ينبغي ان نتجه بمحصولنا الذي سوف يتلف خلال يومين، اذا لم نتمكن من بيعه وتسويقه في علوة الخضار والفواكه.
وكان المئات من المواطنين واصحاب المحال والاسواق التجارية قد تجمعوا وسط السوق الرئيس بمحافظة السليمانية واقضية دربنديخان ورانية وكلار، في ساعة متأخرة من مساء امس الاول الاثنين معلنين رفضهم لقرار حكومة الاقليم فرض حظر تجوال تام لمدة ستة ايام في عموم مدن ومحافظات الاقليم.
وقال المواطنون المتجمعون، ان حكومة الاقليم فشلت في تامين الخدمات والرواتب للشعب وهي تغطي على فشلها الاداري بمحاولة حجر المواطنين ومنع خروجهم من منازلهم.
واشاروا الى انه على حكومة الاقليم ان تفكر في حياة ومعيشة مواطنيها قبل ان تتخذ اية قرارات لاتصب في صالحهم، “وعندما تريد منا ان نجلس في البيت وان نترك اعمالنا اليومية فمن اين سنحصل لى لقمة العيش”، واغلب اصحاب المحال والدكاكين عليهم ايجارات والتزامات كبيرة، وحكومة الاقليم غير مستعدة للتكفل بها.
واوضحوا، “نحن ندرك بان فايروس كورونا ينتشر وينبغي ان نتصدى له، الا اننا لانستطيع ان نجلس في البيت بينما نعجز عن تأمين معيشة وقوت اطفالنا الذي تعجز حكومة الاقليم عن تأمينه”.
ومن جهته طالب مدير التخطيط في المديرية العامة للصحة في محافظة السليمانية، الدكتور سفين رسول بإجراء اصلاحات شاملة في وزارتي الصحة والداخلية، مطالباً في الوقت نفسه بمساءلة وزيري الصحة والداخلية لقيامهما بإصدار قرارات خاطئة خلفت اثار وتبعات سلبية على كاهل المواطنين.
واوضح رسول، في تصريح ” ان وزارتي الداخلية والصحة اصدرتا جملة من القرارات الخاطئة أثناء فترة ظهور وانتشار فايروس كورونا في اقليم كوردستان، ما انعكس سلباً على حياة المواطنين، ودفع بالمواطنين الى فقدان الثقة بالمؤسسات الصحية وعدم التقيد بالإجراءات والتعليمات الخاصة بالوقاية الصحية .
وانتقد مدير التخطيط في صحة السليمانية وزارة الداخلية بحكومة الاقليم لعدم العودة واستشارة محافظة وصحة السليمانية، في اتخاذ قرارات تخص الية تطبيع الاجراءات الحجر الصحي في المحافظة.