- 1 –
قال الشاعر :
إنّ المناصب لا تدوم لواحدٍ
انْ كنتَ تُنكرُ ذا فأينَ الأولُ ؟
فاغرسْ مِنَ الفعلِ الجميلِ فضائلاً
فاذا عُزلتَ فانّها لا تُعزلُ
جاءت النصيحة هنا على طبقٍ من أدب وحكمة،موجهةً الى كُلِّ مَنْ أُسندت اليه مهام القيام بمنصب معيّن ..
والمناصب المقصودة هنا هي المناصب الرسميّة ابتداءً بالمناصب الرفيعة وانتهاءً بسائر المناصب في الهيكل الوظيفي العام .
- 2 –
كما ان عمر الانسان على سطح هذا الكوكب لا يدوم ، فما يُسند اليه من مناصب لا يدوم أيضاً ..!!
واذا كانت مدّةُ البقاء في المنصب محدودةً ، ولا يُدرى متى تنتهي ؟ وكيف تنتهي ؟
فكيف يجب أنْ يكون الأداء ؟
انَّ الذين قادهم تبوء المناصب الى التعالي والتغطرس والاستعلاء والتنكر لاخوانهم ، فضلاً عن الاخرين ، لن يحصدوا في نهاية المطاف الاّ الخسائر
خسارة العلاقة الطيبة مع ناسهم والتي لم يحسنوا الحفاظ عليها وخسارة الذِكْرِ الحسن .
وخسارة المثوبات العظيمة التي كان بمقدورهم الحصول عليها من خلال الخدمة الاجتماعية الصادقة،مضافاً الى خسارة المنصب نفسه، ولسان حال المعترضين على مسالكهم التجهميه .
لقد ذَهَبَ الحمارُ بأمّ عمروٍ
فلا رجعتْ ولا رَجَعَ الحِمارُ
- 3 –
كم هم الجميل أنْ تُستثمر الفرص – ومنها فرصة النهوض بأعباء المسؤولية عبر منصب معين –لاستفراغ الوسع والطاقة في ميدان الأداء السليم الخالي من الاستغلال والشوائب لخدمة الشعب والوطن ، وبكل صدقٍ وتفانٍ واخلاص ، فان ثمار هذه الأعمال تصنيع لن تضيع لا عند الله ولا عند الناس .
- 4 –
ان الاهتمام بحاجات الناس والمسارعة الى قضائها من الفضائل التي يمكن لصاحب المنصب أنْ يزرعها في الحقل الوظيفي لتتحول الى أشذاء عابقة تحيط به حيثما سار ، وهي لن تُعزل اذا ما عُزل من منصبه .
- 5 –
انّ صاحب الكفاءة والمهارة والاخلاص والمهنيـة والوطنيـة يُشـرّفُ المنصـب ولا يتشـرف بـه ، بخـلاف ( النطيحـة) و (المترديـة) التـي تُسلّـط علـى رقـاب الناس وفق المحاصصات المقيتـة أوالمحسوبيـات والمنسوبيـات التـي ما أنـزل الله بهـا مـن سلطـان، حيـث تـرى المنصـب أكبـرَ منهـا، وبالتالـي فهي تعمـل مـن اجـل بقائـها فيـه ولا تُعنـى بشـيء آخـر ..!!
حسين الصدر