دعت القوى الشيعية المعترضة إلى إنهاء الصراع والالتزام بالدستور
بغداد- وعد الشمري:
أكدت الكتل السنيّة في مجلس النوّاب عزمها التصويت على حكومة عدنان الزرفي، وعدّت تكليفه “فرصة تاريخية” للتخلص من قيادات فشلت في إدارة العراق، ودعت القوى الشيعية إلى إنهاء حالة الصراع والامتثال إلى السياقات الدستورية، ونصحتها بالابتعاد عن لغة التهديد.
وقال القيادي في تحالف القوى العراقية حيدر الملا، إن “إعلان رئيس الوزراء المكلّف عدنان الزرفي تقديم البرنامج الحكومي، وطلبه تحديد جلسة التصويت على مرشحي الوزارات دليل عزمه المضي في مهمته”.
وأضاف الملا، في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “الكتل السنيّة ستصوّت إلى الزرفي كونه يمثل خياراً وطنياً ودستورياً، وتسلمه مهمة رئاسة الوزراء يشكّل منعرجاً تاريخياً بخروج السلطة من قيادات الصف الأول التي فشلت في إدارة البلاد”.
وأشار، إلى أن “تحالف القوى يؤمن بضرورة أن يكون قرار تشكيل الحكومة عراقي صرف، ويؤيّد أن تكون لدينا علاقات متوازنة مع جميع الدول، وفي مقدمتها إيران، بما يحفظ السيادة الوطنية، والابتعاد عن سياسة المحاور”.
وشدد الملا، على أن “شخصيات إيرانية قد زارت العراق نهاية الأسبوع الماضي من أجل حث الكتل السياسية الشيعية على رفض الزرفي”.
وأوضح، أن “جميع الحكومات بعد عام 2003 كانت قد تشكّلت بمباركة إيرانية وأميركية، وهو ما نسعى للخروج منه حالياً بالتنسيق مع الكتل الوطنية”.
وأكد القيادي في تحالف القوى، أن “الصورة بدأت تتضح من خلال الرسائل الكردية الأخيرة إلى رئيس الوزراء المكلّف بأنها تسانده، وكذا الحال بالنسبة لأغلب الأحزاب الشيعية”.
ويواصل، أن “الأزمات لكي تجتازها الحكومة المقبلة فأنها تتطلب بيئة سياسية هادئة، وذلك يفرض على الزرفي التزام واضح بأن ينهي الخلاف داخل الكتل الشيعية”.
وأكمل الملا بالقول، إن “قائمة سائرون هي الكتلة الأكثر عدداً داخل مجلس النواب، وتؤيّد الزرفي، وبالتالي فأن عملية التكليف قد اكتملت أركانها الدستورية من جميع النواحي”.
من جانبه، ذكر القيادي في جبهة الإنقاذ التمنية كامل الغريري، أن “الزرفي ظهر من خلال تجربته النيابية أنه بعيد عن المحاور الدولية والتدخل الإقليمي”.
وتابع الغريري، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “دعمنا لرئيس الوزراء المكلّف ليس نكاية بالكتل الشيعية كما يتصور البعض، إنما لما يتمتع به من مواصفات تمكنه من إدارة البلد في هذه المرحلة الحساسة”.
ولفت، إلى أن “حالة الصراع بين الكتل الشيعية على المنصب يجب أن تنتهي، ويسلم الجميع للسياقات الدستورية التي أوجدت لنا مكلّفاً ينبغي مساندته”.
وأفاد الغريري، بأن “كتلتنا في مجلس النواب ستصوّت للزرفي، ونتمنى منه أن يحقق تطلعات جميع العراقيين لاسيما أبناء المحافظات المحررة التي تعاني مناطقهم من خراب كبير، وهناك سجناء أبرياء نسعى لإطلاق سراحهم”.
وجدّد موقف جبهة الإنقاذ بعدم مطالبتها بمناصب وزارية، موضحاً أن “التطلع الوحيد الذي نبحث عنه هو تشكيل حكومة وطنية بعيدة عن التدخل الخارجي”.
ودعا الغريري، إلى الابتعاد عن لغة التهديد، وحثَّ الكتل الشيعية الرافضة للزرفي على “النظر لأحوال المحافظات الجنوبية فهي تعاني من مشكلات عديدة ينبغي وضع حلول لها”.
ويسترسل، أن “الحل الأمثل هو ترك رئيس الوزراء المكلّف يمضي في مهمته ويتقدم إلى مجلس النواب وعندها ستأتي الكلمة الفصل، وإذا أرادت الكتل الشيعية إسقاطه بالتصويت فذلك من حقها”.
ومضى الغريري، إلى أن “الزرفي تم اختياره من نواب شيعة، ولم يتدخل السنة او الكرد في ذلك، لا يمكن إلقاء اللوم علينا في عملية التكليف”.
يشار إلى أن تحالف الفتح يواصل معركته السياسية ضدّ الزرفي من خلال الضغط عليه لكي يقدم اعتذاراً عن مهمته، أو يسقطه في مجلس النواب بالتصويت.