فوزي عبد الرحيم السعداوي
مظاهر الخراب
-المظهر الاجتماعي متمثلا بتواضع الخلفيات الاجتماعية والعلمية للنخبة الحاكمة
-المظهر السياسي متمثلا بفشل العملية السياسية والياتها بالتعبير عن الحقائق السياسية.
-المظهر الاداري متمثلا بعدم قدرة النخب الحاكمة بتوفير الخدمات الاساسية للناس.
-الفشل في بناء مؤسسات دولة والفصل بين السلطات.
يرى كثيرون ان طريق الاصلاح يبدأ باصلاح العملية السياسية التي بعد اصلاحها يمكن اصلاح كل مظاهر الخراب وهو رأي تتبناه الاغلبية.
ويرى البعض ان مشكلة البلد هي تدني مستوى الوعي الذي يأتي بالفاشلين عن طريق الاننخابات لذا يرى هؤلاء انه لا يمكن عمل أي شيء لاصلاح الخراب قبل حصول تغيير في الوعي وهي عملية معقدة وطويلة وتحتاج جهود مضنية.
القيام بتغيير سياسي راديكالي يطيح بالسلطة الحالية مستبدلا النخب الحالية المتخلفة والفاسدة باخرى …
الاهتمام بتطوير النظام التعليمي الذي سينتج بمرور الوقت كوادر علمية وادارية ويسهم في تطوير الوعي من خلال آليات العملية التعليمية..
خلال ١٧ عاما وبالعمل ضمن الآليات الديمقراطية فشلت كل المحاولات لاحداث تغيير ايجابي فالعملية السياسية محمية بمصالح مراكز القوى المافيوية والتي تعتمد على الوعي الشعبي السائد الذى يعيد انتاج الفاشلين والفاسدين..
ان تغيير الوعي عدا عن حاجته لوقت طويل وجهود مضنية فان هناك شروطا وظروفا وبيئة ملائمة قد لا تتوفر ناهيك عن جهود الطرف الآخر في تخريب جهود تغيير الوعي.
لايمكن تصور نظام تعليمي في ظل السلطة الحالية والفساد الذي سيتحكم بالعملية التعليمية ..
الخيار الاخير هو في ازالة الفئات الحاكمة واستبدالها بنخب جديدة كفوءة ومتعلمة ونزيهة تقوم باعادة بناء العملية السياسية بما يحقق تمثيلا افضل للجمهور وانهاء دور المال السياسي وتعديل الدستور واصدار التشريعات المناسبة لاصلاح العملية السياسية من قانون جديد للانتخابات ومفوضية مستقله حقا للانتخابات..
ان السؤال هو كيف يتم الامر؟هل نحن نتحدث عن انقلاب عسكري؟ام عن عملية تبادل سلمي للسلطة ام عملية تمرد شاملة سلمية كما حدث في دول اوروبا الشرقية …
ان السلطة الحالية لن تسلم السلطة سلميا مهما كانت الظروف وفشلها في ادارة البلد،كما ان الانقلاب العسكري الذي نراه غير ممكن من دون دعم قوة اجنبية وهو امر يعيدنا الى نقطة الشروع بالوقوع تحت نفوذ دولة اجنبية عدا عن ذلك فان قيام اقلية او نخبة بانقلاب عسكري وحسب التجارب السابقة لن يأتي بالديمقراطية مهما حسنت نية الانقلابيين..ان تجربة الانتفاضة فيها الكثير من الدروس والعبر المفيدة في هذا المجال،فبرغم قلة الخبرة للشباب المنتفض ونواقص الانتفاضة الخطيرة متمثلة بعدم وجود قيادة ولا حتى حد ادنى من التنظيم فانها شلت السلطة واربكت ردود افعالها وانشبت الخلافات بين احزاب الاسلام السياسي ليصل لرئاسة الوزراء شخص غير مقرب من ايران يتوعد علنا بنزع سلاح الميليشيات المسلحة كذلك وبرغم وجود اسباب اخرى لتراجع النفوذ الايراني فان الانتفاضة اسهمت بذلك..
ان اعادة احياء الانتفاضة بثورة هذه المرة في ظرف مناسب والاستفادة من تجربتها السابقة بتشكيل تنظيم سياسي وقيادة قبل اطلاقها ثم مكافحة الاختراقات التي حدثت مع الانتفاضة برغم ان ذلك ليس امرا ممكنا عمليا ان يتم بشكل كامل لان هذه من تبعات اي عمل جماهيري…
من الضروري ان يبدأ تحرك الثوار بسبب معقول يتم استغلاله..ثم القيام باحتلال مناطق استراتيجية في بغداد خاصة يجري دراستها قبل اطلاق الثورة حيث يتم ذلك على وفق دراسة عميقة يساعد فيها مختصون في مجالات قريبة…
ان النجاح في تحشيد جمهور كبير هو كلمة سر الثورة وتقديم خطاب سياسي محترف ومقنع ليس فقط للثوار ولكن للجمهور بحيث يمكن ان يكون نقطة التقاء يتمحور حولها جمهور الثورة..
وماذا بعد؟الكثيرون يتساءلون ومافائدة كل ذلك وهو لن يجبر السلطة على الرحيل سيما وهي تملك المال والسلاح والدعم الاجنبي….يمكن ان يكون هذا الكلام صحيحا في البداية واذا فشل الثوار بالحشد المطلوب او في توفير خطاب سياسي لكن الرهان هو على الوقت فاذا نجح الثوار في توفير المطلوب فان رد فعل السلطة سيكون العنف بالتأكيد الذي برغم كلفته على الثائرين فان له كلفه على السلطة التي لن تبقى متماسكة مع العنف الذي سينتقل تأثيره السلبي على السلطة نفسها.
ففي النهاية جمهور الاسلاميين بشر يخضعون للتأثير والضغط وهو ما سوف تقرره القدرة على الصمود وحسن التنظيم..ان الهدف لهذا السيناريو هو تفكيك منظومة السلطة..ان العمل السياسي هدفه التأثير وتغيير موقف الجهات السياسية وجمهورها وهو امر يعتمد على القدرة غير المحدودة على الحشد وحسن توقيت الثورة ومعقولية اسباب اطلاقها والاستعداد للتضحية وحسن التنظيم…في النهاية يفترض ان تسحب الثورة شرائح اجتماعية واسعة يمكن ان تعطل الحياة عند الضرورة وتجعل السلطة تتردد في استعمال العنف الواسع وهذه هي نقطة الانعطاف المهمة في الثورة حيث يبدأ التآكل في جسم السلطة في الوقت الذي يزداد تماسك الثوار…
ان هناك سيناريوهات متعددة لكن احدها ستفرضه ظروف الثورة وحسن التعاطي معه وهو ما يفرض استعانة الثورة باصحاب التجربة والخبرة من عدة مجالات وان يتم ذلك مثلا عبر مجلس استشاري لا يتخذ القرارت وعدم ترك الامور سائبة كما كان الحال في الانتفاضة.