جراء وطأة مواجهة فيروس كورونا
الصباح الجديد-متابعة:
باتت وطأة فايروس كورونا تشتد على مختلف المستويات، حتى انها باتت تهدد تحالفات دولية راسخة بالانهيار، في وقت يتطلب التماسك لمواجهة هذه الوطأة، ففيما طالبت منظمة الصحة العالمية بالتعاون الدولي لمواجهتها، حذر رئيس الوزراء الإيطالي، جوسيبي كونتي، اليوم السبت، من سقوط الاتحاد الأوروبي ككيان جامع.
وقال مسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل ريان اليوم السبت: “لا يمكن توقع المدة التي سيستغرقها فيروس كورونا لحين زواله”، فيما ناشد العالم بالتحول إلى “تدابير تتيح لنا التعايش مع الفيروس، حتى يظهر اللقاح المضاد له، وهو ما يبدو الأمر الممكن الوحيد حاليا”.
وتشير تصريحات ريان إلى تغير في تفكير منظمة الصحة العالمية، وإقرار منها بأن الفيروس الذي ظهر أولا في الصين أواخر العام الماضي، وأصاب أكثر من نصف مليون شخص حتى الآن، سيبقى لفترة، وفق ما نقلت وكالة “أسوشيتد برس”.وفي هذه المرحلة، وفق ما قال ريان في مؤتمر دوري لمنظمة الصحة العالمية، “لا يمكن لأحد أن يتوقع المدة التي ستستغرقها هذه الجائحة.. نحن على مشارف مستقبل مجهول نمضي قدما إليه.. دول كثيرة في أرجاء العالم بدأت للتو دائرة هذه الجائحة”.وأشار إلى أن العالم بحاجة إلى التحرك من تدابير تستهدف “تحمل اللوم” إزاء فيروس كورونا، لصالح “أهداف أكثر دقة بكثير، أهداف مباشرة، من شأنها أن تتيح لنا في الأقل التعايش مع هذا الفيروس حتى يمكننا تطوير لقاح للتخلص منه”.من جهة أخرى حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن النقص الشديد في معدّات الوقاية للموظفين الصحيين الذين يواجهون وباء كورونا يعد بين التهديدات الأكثر إلحاحا بالنسبة إلى العالم حاليا. وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غبرييسوس إن “النقص العالمي المزمن في معدات الوقاية الشخصية بات بين التهديدات الأكثر إلحاحا لقدرتنا المشتركة على إنقاذ الأرواح”.وأفاد أن المنظمة أرسلت نحو مليوني قطعة منفصلة من معدات الوقاية الشخصية إلى 74 بلدا وتستعد لإرسال كمية مشابهة إلى 60 دولة أخرى.وقال تيدروس “لا يمكن حل هذه الشكلة إلا من خلال التعاون الدولي والتضامن”.وأسفر وباء كورونا عن وفاة أكثر من 25 ألف شخص، وإصابة أكثر من نصف مليون، بينما سجّلت معظم الوفيات في أوروبا.ونوه تيدروس إلى أن أكثر من 100 ألف شخص تعافوا من المرض، مضيفا “ما زلنا في بداية هذه المعركة. علينا المحافظة على الهدوء والوحدة والعمل معا”.
غير ان الامور تمضي في الوقت نفسه في الاتجاه المعاكس لما تريده هذه المنظمة، اذ
حذر رئيس الوزراء الإيطالي، جوسيبي كونتي، اليوم السبت، من سقوط الاتحاد الأوروبي ككيان جامع. ودعا كونتي إلى عدم ارتكاب أخطاء فادحة خلال عملية مكافحة فيروس كورونا في القارة الأوروبية.وأشار كونتي خلال مقابلة صحفية مع موقع “إل سول 24” الإيطالي أن “التقاعس سيترك لأبنائنا العبء الهائل لاقتصاد مدمّر”.وأضاف قائلا: “هل نريد أن نكون على مستوى هذا التحدي؟ إذاً لنطلق خطة كبيرة خطة أوروبية للتعافي وإعادة الاستثمار تدعم وتنعش الاقتصاد الأوروبي كله”.وتابع كونتي قائلا “أكثر من خلاف، حصلت مواجهة شديدة وصريحة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأننا نعيش أزمة تسفر عن عدد كبير من الضحايا من مواطنينا وتسبب ركوداً اقتصادياً شديداً”.وأردف قائلا: “أمثل بلدا يعاني كثيرا ولا يمكن أن أسمح لنفسي بالمماطلة”، معتبرا أنه “ينبغي علينا تجنّب أن نتخذ في أوروبا خيارات مأساوية. إذا لم تُثبت أوروبا أنها على مستوى هذا التحدي غير المسبوق، فإن التكتل الأوروبي بكامله قد يفقد بنظر مواطنينا، سبب وجوده”.وصرح وزير الخارجية الايطالي لويجي، دي مايو، اليوم الجمعة، بأن بلاده تواجه حالة الطوارئ صحية اقتصادية ناجمة عن وباء فيروس كورونا، وأن بلاده “تنتظر ولاء من شركائها الأوروبيين”.وباشر الخبراء العسكريون الروس، الذين وصلوا إلى مدينة بيرغامو الإيطالية اليوم، تقديم المساعدات الطبية للمواطنين، فيما قالت وزراة الدفاع الروسية في بيان، اليوم الجمعة: “بدأ المتخصصون العسكريون الروس الذين وصلوا إلى بيرغامو، عمليًا في الوفاء بمهام مساعدة مواطني الجمهورية الإيطالية.