علي خصاف: نحن مع هاني شاكر بوقف الأغاني الرديئة

الساعدي: منعنا اغنية بمساعدة وزارة الداخلية تخل بالذوق العام

وداد إبراهيم
لم تكن دعوة الفنان المصري هاني شاكر (بوقف التصاريح لكل مطربي المهرجانات الشعبية لاستعمالهم كلمات مبتذلة)، جديدة على واقع الاغنية العراقية، فقد سبق وان دعا الكثير من الكتاب والملحنين العراقيين لوقف ومنع الأغاني العراقية التي تنال من الذوق العام، ومن الاغنية العراقية الاصيلة.
وكانت دائرة الفنون الموسيقية قد اقامت مهرجانات للأغنية العراقية القديمة لإعادة الروح الى الفن الراقي، الا ان كل هذا لم يحد من إطلاق أغاني تحمل كلمات هابطة مثل (بس بس ميوو) و(اني قافل عليك) و(ابوس اثر رجله) وغيرها من كلمات لا تمت للشعر الغنائي بصلة.
عازف القانون واستاذ معهد الفنون الجميلة الموسيقي جمال الساعدي ذكر انه: بعد عام 2003 أسست عدة شركات فنية استعانت بملحنين ومطربين فاشلين، هؤلاء استثمروا الفراغ الكبير في الساحة الفنية بعد مغادرة كبار المطربين العراقيين البلد، وتوسع عمل هذه الشركات بعد ارتباطها بشركات في سوريا وبيروت والامارات، وصارت تنتج أغانٍ سهلة، وبكلام ردئ، من جهة ثانية انتهى دور الإذاعة والتلفزيون في دعم الاغنية العراقية، وخضوعها لشروط فحص الكلام واللحن، ما اسهم في تعزيز الحالة.
وتابع: “بصفتي عضو مجلس مركزي في نقابة الفنانين العراقيين طالبنا كثيرا بمنع الأغاني الرديئة لكن لا حياة لمن تنادي، لكننا استطعنا منع اغنية بالتعاون مع وزارة الداخلية لأنها كانت مسيئة جدا للذوق، ومن غير المعقول الاستعانة بوزارة الداخلية لمنع كل الأغاني الهابطة، لكن بإمكان شبكة الاعلام العراقية إعادة الحياة الى قسم الموسيقى والغناء، ووضع لجنة فحص النصوص والالحان للنهوض بالأغنية العراقية من جديد من خلال إعادة انتاج اغاني السبعينيات وتوزيعها بشكل جديد وتقديمها لجيل الشباب، الا ان هذا لم يحدث، بل بقى قسم الموسيقى مغلقا، وبالإمكان ايضا اصدار قانون عن اللجنة الثقافية والاعلام في مجلس الوزراء يضم معايير الاغنية الملتزمة ومنع الأغاني الهابطة، واحب ان أقول ان هناك مشروعا كبيرا في نقابة الفنانين يخص الاغنية العراقية سيعلن عنه قريبا.
الملحن والموسيقار علي خصاف قال: كل الأغاني العربية والعراقية كان لها لون وطعم خاص فالأغنية العاطفية مثلا، اغنية تلامس الوجدان والشعور، لكن أصبحت تسيئ للمرأة او للحبيبة او للعائلة بنحو عام، لان مضمون الاغنية الحقيقية انتهى، وصارت عبارة عن تهريج وتشويه، إضافة الى ما يرافق الاغنية من ملابس فاضحة وفرق رقص لا تمت للفن بصلة، بصراحة انا مع قرار نقيب الموسيقيين الفنان (هاني شاكر) الأخير بأن يحد من الهجمة الشرسة والعنيفة التي كادت تقضي على الأغاني الجميلة في مصر.
وتابع: المشكلة التي تواجهنا، ان المحطات الفضائية التجارية همها الربح ولا علاقة لها بالذوق العام، نحن اول من دعا الى وقف هذه الهجمة، لكن نقابة الفنانين لا سلطة لها ولا توجد ضوابط لوقف الفضائيات التي تبث هذه الأغاني، لذا ادعو الى إعادة الجهات الرقابية في شبكة الاعلام العراقية او مؤسساتنا الثقافية، لعمل ما يمكن من اجل النهوض بالأغنية العراقية الاصيلة التي لا يعرفها جيل اليوم.
وأيد الشاعر الغنائي داوود الغنام ما ذكره الخصاف عن الفضائيات “العشوائية” وأضاف: دعتني احدى الفضائيات لتقديم اغنية على مستوى (بس بس ميوو) او (ابوس اثر رجله) لكني رفضت لأني اريد ان احافظ على اسمي كشاعر قدم روائع الأغاني العراقية، كل الملحنين والشعراء العراقيين دعوا لوقف هذه الهجمة وغلق هذه الفضائيات لكن لا سلطة لاحد عليها، وليس هناك تشريع يصدر بعدم النيل من الفن والغناء العراقي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة