م.د.خوله عبد الرزاق العزاوي
يمثل البيت البغدادي أنموذجا لفن العمارة الاصيلة المستمدة من فن العمارة العربية التي تنفرد في خصائصها عن غيرها من البيوت لدى الشعوب الاخرى . لان كل زاوية في البيت البغدادي مرتبطة بأسبابها التي تفرضها التقاليد البيئية والاجتماعية. فضلا عن اللمسات الفنية التي يتركها الفنان على الشبابيك والابواب. وكذلك نوع الزخرفة التي تزين غرف الدار او البروزات المطلة على الخارج والداخل التي تأثرت بفن الزخرفة الإسلامية وفن النقش العربي في بيئاته المتعددة.
أما البيوت من بعضها فيؤدي الى اتقاء حرارة الشمس في والصيف. مما له أثر في معادلة الظروف المناخية بتلك الحسابات من التصاميم للبيوت. في اقترابها بعضها من بعض. هذا وان اكثر البيوت تتكون من طابقين وليوان او ايوان ترفعه اعمدة خشبية ويخصص هذا المكان لأفراد العائلة. وفي الطابق العلوي توجد غرفة تزين عادة بشبابيك ذات زجاج ملون.
ومن التقاليد الاجتماعية المتعارف عليها . إن هناك خصوصية للبيت البغدادي تمنح فرصة لمن في البيت. كي يكون مستعدا لاستقبال الزائر من خلال (المدخل المنكسر ) كما وضعت اعرافا وضوابط للفتحات في البيت. إذ يتضمن (صحنا) وسطيا مكشوفا يستخدم لوظائف عدة منها للحركة والتهوية والاضاءة. كما تتم بواسطته رؤية السماء للترويح عن النفس.
وهناك خصوصية أيضا في غرفة النوم وهي وجوب أن تعزل عن بقية الوحدات البنائية الاخرى. كي تتوافر لها العزلة التامة. ومن عناصر التصميم ذات الأهمية في البيت البغدادي هي النوافذ التي تعد من اهم العناصر المعمارية للإضاءة الطبيعية في الابنية. والتي يراعى في تصميمها ان تكون مشبكة لتحد من مجال الرؤية الى الداخل.
والعكس الصحيح. من هنا اهتم المعمار العراقي بالنوافذ وعمل على تنظيم توزيعها وطريقة فتحها. كما استخدمت النوافذ كمعالجات مناخية ناجحة في التحكم بالضوء المباشر. وكانت حافاتها السفلى مرتفعة عن ارضية الطابق بأكثر من مترين. بحيث اصبحت لبناء النوافذ احكام وتقاليد كانت بمرور الزمان عرفا وسلوكا عاما ..
الطلعة /الشناشيل وهي ابرز مظاهر فنون التراثية والمعروفة لدى العراقيين بـ(الشناشيل)الى حد بعيد (الارسي) وهو اسم يطلق في الحقيقة على الجزء من الغرفة البارزة باتجاه الشارع وتسمى الشناشيل ايضا بالـ «الارسي» …للبيوت البغدادية.