احلام يوسف
فنان يمزج موهبته، بحبه للوطن وحضارته، لينتج تراثا آخر، متمثلا بمصغرات فنية جميلة.
عمار صباح العزاوي، يتمتع بمواهب عدة منها الرسم، والنحت، وتصميم النماذج المصغرة للشناشيل والسيارات والدراجات المصنعة من شركات عالمية.
اضافة الى هذا يمتلك العزاوي هواية تربية الحيوانات التي لم يعتد الاخرون على تربيتها في بيوتهم، فيجد الزائر في بيته، الاسد، والنمر، والقرد، والضبع، وغيرها للاتجار بها.
بدأت موهبته تظهر في سن السادسة، عندما بدأ الرسم وشارك بأعماله، في الكثير من المهرجانات والمعارض المدرسية، وقال: من خلال متابعتي لكل الانشطة الفنية احسست فيما بعد بميل نحو فن النحت، لأني وجدته يجسد الفكرة ويجسمها خلافا للرسم، ما شجعني على تقديم اوراقي بعد مرحلة الاعدادية الى كلية الفنون الجميلة، لكن للاسف ومثل الكثير، لم يتم قبولي لأني لم افكر ابدا بأن الفن يحتاج الى المحسوبية، واضطررت ان اكمل دراستي في كلية الادارة والاقتصاد مجبرا، ولست مخيرا.
بعد حصوله على البكالوريوس ومن ثم الماجستير، لم يفكر العزاوي بالوظيفة مثل الكثير من الخريجين، بل باشر بتنفيذ هوايته التي نمت عن موهبة، وهي صناعة المصغرات، ولتكتمل الصورة لديه، بدأ بالبحث، واقتناء نماذج مصغرة للسيارات والدراجات، وقال: تولدت لدي الرغبة في عرض تلك النماذج تحديدا من خلال معرض شخصي، وكان هذا اول عمل لي. بعدها قررت العمل على احياء التراث البغدادي بأنموذج مصغر.
عن الصعوبات التي واجهها في حصوله على المواد الخام يقول: في بداية الامر واجهت الكثير من العقبات و الصعوبات، في اختيار نوعية المواد المستعملة، وكمبتدئ عملت ساعات طوالا، واحسست بشغف نحو هذا العمل الفني، ما جعلني اتقنه اكثر، واعمل على المواد بسلاسة اكبر، ومن بعدها استطعت ان اضيف الكثير من لمساتي الخاصة على الانموذج .
سألنا العزاوي عن الفائدة التي يجنيها من تلك الاعمال، فاخبرنا “انها احدى الطرق التي تعزز الثقة بالنفس وتعلّم الصبر والتروي، اضافة الى انها محتاجة لخيال خصب يمكن ان يرتوي اكثر بمرور الزمن، لذلك فانا اخطط للاستمرار بتطوير هذه الهواية، لأصنع نماذج يمكن ان تكون ضمن تاريخ الفن العراقي مستقبلا، لأني في كل عمل لا اضع مجهودي فقط، وانما محبتي، وحرصي على العراق وحضارته، وهذا يتطلب اجتهادا وعملا متقنا.”
فيما يتعلق بالمعارض قال العزاوي: وجهت لي دعوات كثيرة لإقامة المعارض داخل العراق وخارجه، لكن ولظروف خاصة، وايضا المشكلات، والالتزامات، كلها مجتمعة منعتني من تلبية تلك الدعوات، وقد اكون بالفعل مكتفيا بما اقوم به، فانا اليوم لا اتعامل مع المصغرات على انها تجارة، بقدر ما هي هواية امارسها وامتع بها الآخر، احيانا يُطلب مني تشكيل مصغر لشكل ما، او يعرض علي بيع احد المصغرات التي اشتغلها. هناك من يبحث عن المصغرات التي اقوم بصنعها بعد مشاهدتها على الفيس بوك، او من خلال احد الزبائن، ويبقى الثمن يحدده الراغب بالشراء.
تاريخ وتكنلوجيا تجتمع في بيت واحد
التعليقات مغلقة