السليمانية ـ عباس كاريزي:
مازال ملف النفط في الاقليم يلفه الغموض وما زالت اغلب تفاصيله غير معلنة، اذ ان اغلب القوى والاحزاب السياسية تجهل تفاصيل هذا الملف الغائر وهي غير مطلعة على طبيعة ونوع العقود التي وقعتها حكومة الاقليم مع دول الجوار وشركات النفط العالمية.
وقال مصدر حكومي مطلع ان رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني الذي كان يشغل منصب رئيس حكومة الاقليم السابقة، لم يسلم لحد الان هذا الملف الحساس الى الحكومة الحالية التي يترأسها ابن عمل مسرور بارزاني، وان الواردات التي تعود الى وزارة المالية في حكومة الاقليم انخفضت مقارنة بحجم واردات النفط التي كانت تحصل عليها الحكومة السابقة.
واضاف المصدر وفقا لموقع بيسر بريس، ان الحكومة الحالية لم توقع اية عقود حول استخراج وتصدير النفط من حقول الاقليم، وهي تعمل بموجب العقود التي وقعتها حكومة الاقليم السابقة التي كان نيجيرفان بارزاني يترأسها.
واضاف المصدر ان نيجيرفان بارزاني لم يسلم ملف النفط وتفاصيله لحد الان الى حكومة الاقليم الحالية، وهو يعرقل تسمية اوتحديد شخص لشغل منصب وزير الثروات الطبيعية، وهو من حصة الحزب الديمقراطي الكردستاني وما زال شاغرا برغم مرور عام على تشكيل حكومة الاقليم.
ووفقا للمصدر فان وزارة المالية في حكومة الاقليم كانت تتسلم في زمن حكومة الاقليم التي كان نيجيرفان بارزاني يترأسها 320 مليون دولار، الا ان هذا المبلغ قل في زمن الحكومة الحالية ليصل الى 300 مليون دولار فقط، ويذهب المبلغ المتبقي بحجة تسديد الديون التي تقع بذمة حكومة الاقليم.
واضاف، ان ملف النفط وتسمية وزير للثروات الطبيعية، خلف صراعا وتنافسا حادا بين جناح مسرور بارزاني ونيجيرفان داحل الحزب الديمقراطي، ما دفع برئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني الى التدخل وهو محاولة حسم هذا الملف الشائك.
وكان وزير الثروات الطبيعية السابق في الاقليم اشتي هورامي قد شغل منصب وزير الثروات الطبيعية في حكومة الاقليم لمدة 13 عاما، جر خلالها تحت لافتة تحقيق الاستقلال الاقتصادي، الاقليم الى اتون ازمات ومشكلات مالية واقتصادية كبيرة تسببت بقطع ميزانيته في الموازنة العام ووقوعه تحت طائلة ديون هائلة داخلية وخارجية يعجز لحد الان عن الايفاء بها.
وتقول المصادر ان رئيس شركة كار للطاقة المملوكة للحزب الديمقراطي شيخ باز هو المرشح الابرز لشغل المنصب خلفا لهورامي الذي ترفض اغلب الاحزاب والقوى الكردستانية اضافة الى الحكومة الاتحادية في منصب وزير الثروات الطبيعية بالاقليم.
ويعد رجل الاعمال باز رؤوف كريم برزنجي المعروف بشيخ بباز المرشح الابرز للحزب الديمقراطي، وهو يشغل الان منصب رئيس والمدير التنفيذي لمجموعة شركات «كار كروب»، وهي احد اكبر الشركات التي تعمل في مجالات النفط والغاز ليس على مستوى الاقليم وانما على مستوى العراق ايضا.
قبل سقوط النظام كانت شركة شيخ باز تعمل في مجال البناء والانشاءات، الا انها دخلت الى قطاع النفط بعد سقوط النظام عام 2003.
وفقا لوثائق ويكليكس فان شيخ بارز دعا القوات الاميركية الى مساعدته للحصول على استثمارات في العراق في شتى المجالات، تمكن خلال السنوات التي تلت سقوط النظام من توسيع نشاطات شركته لمجموعة شركات كار وهي الان تعد من أكبر شركات النفط والطاقة في العراق واقليم كردستان.
وتمتلك شركة كار كروب الان 40% من حصة انبوب الناقل لنفط الاقليم فضلا عن سيطرتها على حقلي كلك وهولير، اللذان ينتجان قرابة 60% من اجمالي نفط الاقليم.
اضافة الى انتاجه ثلث نفط الاقليم من حقول خورملة اضافة الى انها كانت الشركة الام في بناء انبوب نفط الاقليم الذي يصدر النفط الى ميناء جيهان التركي، وكانت تدير حقلي هافنا وباي حسن في كركوك بعد السيطرة عليها في اثناء الحرب على داعش.
وعلى الرغم من ان تمدد شركات كار كوب لم يكن يلاقي قبولا من قبل الحكومة العراقية، الا ان الشركة تمكنت من توقيع عقد مهم مع الحكومة الاتحادية للحصول على النفط الخام من وزارة النفط ومنحها بالمقابل المنتوجات النفطية.
وهي تمتلك ما عدا مشروع الغاز في حمرين عددا من المشاريع المشتركة مع شركة النفط والغاز الكندية، الخاصة باعادة البنى التحتية للصناعات النفطية في شمال محافظة صلاح الدين ومشاريع اخرى في محافظة البصرة ومصطفى الدورة.
وعلى الرغم من محاولة الشركات العاملة في مجالات النفط والغاز بالاقليم الى تطوير وزيادة انتاجها من النفط والغاز الا ان طبيعة ونوع العقود التي وقعتها حكومة الاقليم السابقة مع شركات النفط لا تعود على الاقليم بواردات تمكنه من تأمين مرتبات موظفيه، فضلاً عن سيطرة وهيمنة الاحزاب الحاكمة على هذا الملف الحيوي، وهو ما يعوق توصل حكومة الاقليم الى اتفاق نهائي مع الحكومة الاتحادية، على تسليم النفط لقاء حصول الاقليم على مستحقاته من الموازنة الاتحادية العامة.