تعتزم إعادة نشر اغلب عناصرها في الإقليم وترك القليل في بغداد وغرب البلاد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
تعمل الولايات المتحدة على زيادة عدد قواتها الاستشارية والعسكرية في اقليم كردستان، وهي تخوض مفاوضات مع المسؤولين في الاقليم لانشاء قواعد عسكرية جديدة وتوسيع قواعدها السابقة.
واكد مصدر امني مسؤول رفض الكشف عن اسمه للصباح الجديد، ان الادارة الاميركية وبعد استهداف سفارتها وقواعدها في بغداد، واصدار مجلس النواب قرارا باخراج القوات الاجنبية من العراق، تعمل على اعادة انتشار قواتها في البلاد وهي تعمل الان على نقل اغلب قواتها الى اقليم كردستان وترك عدد قليل من المتعهدين الامنين في بغداد وقواعدها الاخرى في غربي العراق.
وكانت حكومة ورئاسة اقليم كردستان، اعلنت رفضها لقرار مجلس النواب العراقي باخراج القوات الاجنبية ومنها الولايات المتحدة، التي ترأست خلال الاعوام الماضية تحالفا من 12 دولة اسهم بالتعاون مع قوات الجيش العراقي والحشد والبيشمركة، في القضاء على تواجد تنظيم داعش في العراق.
واضاف المسؤول ان الولايات المتحدة لا تريد ترك العراق، وانها توصلت الى اتفاق مع المسؤولين في اقليم كردستان على زيادة عديد قواتها في الاقليم واقامة قاعدتين جديدتين في اربيل والسليمانية.
واشار الى ان حكومة الاقليم واغلب الاحزاب والقوى السياسية الكردية عدا الاسلامية منها ترفض قرار مجلس النواب لخروج القوات الاميركية من العراق، وتؤكد ان اسباب بقائها ما زالت قائمة في ظل عودة تنظيم داعش وتنفيذه العشرات من عمليات القتل والخطف والتفجير والهجمات على النقاط الامنية.
بدوره اكد الكاتب والمحلل السياسي سردار اسماعيل في تصريح للصباح الجديد، ان الولايات المتحدة خسرت بعد عام 2003 ما يقارب خمسة الاف جندي وصرفت نحو ترليون دولار في العراق، وهي لن تترك العراق الان لكي يكون لقمة سائغة بيد غريمها التقليدي ايران.
واكد ان اميركا لا تريد ان تترك العراق تحت تأثير الضغوطات التي تمارسها ايران، وان لديها العديد من الاوراق التي ستلجأ الى استخدامها في حال اصرت الحكومة العراقية على اخراجها من العراق.
واضاف ان القرار الذي اتخذه مجلس النواب العراقي غير مدروس وهو قرار انفعالي لايصب بالنتيجة في مصلحة الشعب العراقي، الذي يعاني من التدخلات الخارجية واحتدام الصراع الاميركي الايراني في البلاد.
ولفت الى ان الولايات المتحدة تعول على الكرد والسنة في استمرار بقاء قواتها في العراق، وهي تعمل الان على نقل بعض من قواتها الى اقليم كردستان وستعمل على اقامة قواعد جديدة بالقرب من اربيل والسليمانية.
واشار الى ان ايران بدورها ستعمل بكل قوة وستمارس ضغوطات كبيرة على الاحزاب والقوى السياسية الكردستانية لمنع تنامي الوجود الاميركي في الاقليم، لافتا الى ان استهداف صواريخها للقاعدة الاميركية بالقرب من مدينة اربيل كان رسالة الى الولايات المتحدة بان وجودها العسكري في المنطقة يقع تحت رحمة الصواريخ الايرانية.
وكان رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، قد اعلن في تصريح ادلى به للصحفيين على هامش مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي، ان اقليم كردستان يرفض قرار مجلس النواب ويعده اجراء خاطئ اتخذ من دون استشارة المكونات.
ويوجد الان في العراق نحو خمسة الاف جندي ومستشار اميركي متوزعين على قواعد عسكرية في الرمادي والتاجي وبغداد وكركوك واربيل في اقليم كردستان، اضافة الى المئات من المستشارين والمدربين من شتى الدول المنظوية في قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش.
وكانت جددت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، تحذيرها من الخطر الذي يشكله تنظيم داعش على الإقليم والعراق والعالم برمته، وأشارت الى أن التنظيم قتل وأصاب واختطف اكثر من ألف شخص في هجمات متفرقة خلال العام المنصرم.
وقال امين عام وزارة البيشمركة جبار ياور، إن”داعش ما يزال قائماً ويشكل خطرا على إقليم كردستان والعراق والعالم بأسره”.
وأضاف ياور، “في عام 2018 وعلى وفق إحصائية أجريناها فقد نفذ داعش 456 عملية إرهابية سقط على إثرها 1742 شخصا بين قتيل وجريح ومختطف”.
وتابع ياور أن التنظيم الارهابي ضاعف من عملياته في عام 2019 وحتى الآن، إذ سقط بسببها “1058 شخصا بين قتيل وجريح ومختطف”.
وسبق أن حذر مسؤولون كرد من تنامي العمليات المسلحة التي يشنها مسلحو داعش وتحديدا في المدن المحررة من قبضة التنظيم، والمناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد.