هدد بطرد ثلاثة من اعضاء كتلته البرلمانية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
لاقى رفض اعضاء برلمان كردستان عن حراك الجيل الجديد تسلم رواتبهم التقاعدية التي اقرها قانون الاصلاح الجديد، الذي اقره برلمان كردستان مؤخرا استحسانا واشادة لدى المواطنين الذين اكدوا ان هؤلاء الشباب تمكنوا عبر هذا الموقف من تسجيل موقف مهم وقدموا انموذجا جديدا للحراك السياسي.
وعقد رئيس حراك الجيل الجديد رجل الاعمال شاسوار عبد الواحد مؤتمراَ صحفياَ بمقر الحراك في محافظة السليمانية حضرته الصباح الجديد، وبينما اشاد فيه بدور اعضاء كتلة الحراك وموقفهم تجاه قانون الاصلاح الجديد وملئهم استمارات التخلي عن راتب عضو البرلمان التقاعدي، حذر ثلاثة اعضاء في كتلة حراك الجيل الجديد، من ان عدم تخليهم عن الراتب التقاعدي سيدفع بالحراك الى اتخاذ موقف صارم ضدهم وطردهم من الحراك.
ومنح عبد الواحد الاعضاء الثلاثة من غير الموقعين على ورقة التخلي عن رواتبهم التقاعدية 48 ساعة لإعلان التخلي عن رواتبهم التقاعدية والتزامهم بالبرنامج السياسي للحراك.
واضاف، «بخلاف ذلك سوف نقوم بطردهم من الحراك، لأننا لا يهما اذا كان للحراك ثمانية اعضاء في برلمان كردستان او اربعة او خمسة، وانما المهم لدينا هو صدقنا تجاه الوعود التي قطعناها للمواطنين»، وان يكون اعضاء الحراك اصحاب مبدأ واخلاق ووفاء تجاه المواطنين.
وتابع عبد الواحد، «ان من يقوم بخيانة الشعب والله والحراك فانه لن يكون له مكان داخل الحراك الذي يعمل مع المواطنين والشباب الواعي للمطالبة بإنهاء هيمنة وسيطرة بعض الاحزاب على مقدرات ومؤسسات حكومة الاقليم.
واوضح،»ان اجراء الاصلاح في الاقليم لا يأتي بالوعود الرنانة والتقاط الصور امام مبنى برلمان كردستان، وانما الاصلاح الحقيقي يكون عبر تقديم البرامج والمواقف التي تصب في خدمة الصالح العام»، مشيرا الى انه قدم مبادرات عدة لتوحيد صفوف قوى المعارضة من التي لم يكن لها دور في المآسي والكوارث التي حلت على شعب كردستان، لتشكيل تحالف قوي، ليكون له ثقل اكبر ويعيد الامل لدى المواطنين في كردستان، لمواجهة القوى التي تحكم الاقليم وتنتهك حقوق مواطنيه.
ولفت عبد الواحد الى ان الاجراءات المتخذة في الاقليم تحت لافتة الاصلاح لا تمت للإصلاح بأية صلة، ولم تتطرق الى اين تذهب واردات وثروات الاقليم من نفط وكمارك ورسوم، لذا فإننا نعتقد بانها صورية وغير واقعية وهي لذر الرماد في العيون، لافتا الى ان الجهات الرسمية البرلمان وحتى الحكومة لا يعرفون كم هي نسب التصدير والبيع وواردات النفط وكيف توزع، وهو ما اكد انه فتح الباب جليا امام الفساد والافساد في الاقليم.
واضاف،»نحن اصحاب مشروع سياسي يدعو للإصلاح في الاقليم، ونتكلم بكل صراحة عن التجاوزات التي تقوم بها احزاب السلطة على حقوق المواطنين.
وحول الاجراءات التي تقوم بها حكومة الاقليم، في اطار ما تسميه بالإصلاح في الاقليم، اضاف عبد الواحد في معرض رده على سؤال، ان المتابع لوضع حكومة الاقليم والية تنفيذ الاصلاح لا تبشر بخير، وان اوضاع المواطنين وتأخر مرتباتهم وآلية تقديم الخدمات الاساسية تشير الى ان اداء حكومة الاقليم ليس بالمستوى المطلوب، لأنها عاجزة عن تلبية مطالب المواطنين.
وحول موقف حراك الجيل الجديد من الوضع الراهن في الاقليم ومحاولتها توظيف السخط الشعبي للخروج بتظاهرات ضد حكومة الاقليم بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية الجارية في بغداد وجنوب البلاد، اكد عبد الواحد ان الحراك لا يعتقد بأن الوقت مناسب الان لمطالبة المواطنين بالتظاهر ضد حكومة الاقليم، واردف نحن ننتظر تبلور الموقف الشعبي والتوقيت الذي ربما لا يتوقعه احد لانفجار السخط الشعبي ضد هذه الحكومة، المهم ان لا نسكت ويكون لنا دور وموقف ورأي تجاه ما يحصل الان.
وحول علاقة الحراك مع بقية الاطراف السياسية اشار عبد الواحد الى، ان احزاب السلطة تعمل على خلق مشكلات وخلافات بين قوى المعارضة الامر الذي قال ان على تلك الاطراف الانتباه له، مطالبا الاطراف المشاركة في حكومة الاقليم الخروج منها ورفض المشاركة فيها.
وكان اعضاء كتلة حراك الجيل الجديد في برلمان كردستان قد أعلنوا تنازلهم عن رواتبهم التقاعدية وقاموا بملء استمارة رسمية لدى الشعبة القانونية في برلمان الاقليم تقر برفضهم تسلم راتب تتقاعدي عن اربع سنوات خدمة، عادين تسلم عضو برلمان الاقليم لراتب تقاعدي كبير عن اربع سنوات خدمة، بينما لا يتسلم الموظف الذي له خدمة تتجاوز ال 45 عاما سوى اربعمئة او خمسمئة الف دينار، اجحافا وتجاوزا على المال العام.
الى ذلك اشاد الكاتب والصحفي عمر علي بموقف اعضاء حراك الجيل الجديد في برلمان كردستان مؤكدا انهم برفض تسلمهم لرواتبهم التقاعدية من البرلمان تمكنوا من تحقيق ابتكار وانجاز غير مسبوق في العمل السياسي والبرلماني.
واضاف علي في تصريح للصباح الجديد، ان ما شهدناه خلال الايام المنصرمة من حراك الجيل الجديد في برلمان كردستان اعاد الامل لدى الشعب، الذي فقد الثقة ومل الوعود التي تقدمها الاحزاب الحاكمة في الاقليم التي فشلت خلال سنوات حكمها السابقة من تحقيق اي من تلك الوعود للمواطنين.
واوضح علي ان ما حصل كان انجازا مهما وسابقة غير مسبوقة في العمل البرلماني بالإقليم، وهو الذي يشير الى صدقهم تجاه الشعب والقسم الذي ادوه امام الله والشعب.
واضاف،»صحيح ان موقف حراك الجيل الجديد الرافض لتسلم رواتب تقاعد البرلمان افقد كتلتهم اربعة اعضاء في برلمان الاقليم، الا انه بالمقابل اكسبها دعم ومساندة وتأييد عشرات الالاف من المواطنين الذين سيكونون عونا وسنداَ للحراك في المستقبل.