بابل ـ حسين خليل:
عن دار الصواف للطباعة والنشر في بابل صدرت المجموعة الشعرية ( ثمة عزف في السماء ) للشاعرة والتشكيلية ليلى عبد الامير. وأهدت الشاعرة ديوانها البكر لزوجها الفنان التشكيلي الراحل كامل حسين.
ونسبت الشاعرة عبد الامير في حديثها للصباح الجديد ديوانها الى رحم المعاناة في وطن نذر مواطنوه ارواحهم من اجله، وقالت: “انا امرأة عراقية ابتليت بداء الاحساس النابض منذ طفولتي مما دفعني لممارسة الفن التشكيلي وكتابة الشعر على حد سواء”. وأضافت: إن الشعر قضية انسانية لا حدود لها والشعر هو الابن الشرعي للمعاناة، هو من يباغتني ويكتبني فهو من يثيرني ويستفزني في اية لحظة ليتمخض عن ولادة نص ما، واختتمت ” نصوصي تشبهني بكل التفاصيل، انا اتنفس الشعر في احيان كثيرة. ”
وعن المجموعة قال الشاعر أنمار مردان: إنها تتكون من مجموعة نصوص ممتازة كتبت بطريقة قصيدة النثر، تحتوي على الاستفهام والدهشة و الصورة الشعرية العميقة والتلاعب اللغوي.
طرقت الشاعرة في ( ثمة عزف في السماء ) مواضيع مختلفة فهي انتقلت من الوجدان الى السياسة ومناقشة سلوكيات المجتمع من خلال استعارات واستحضارات لقضايا مجتمعية تثور عليها بطريقة فلسفية, تضع تساؤلاتها ومن ثم تجيب بسخرية القصيدة. فهي تثير الشغب وتعبث بالأوراق الملونة. وقد أجادت التوفيق بين كونها شاعرة وفنانة تشكيلية في آن واحد، فمن بين السطور ترسل الشاعرة رسائلها الى الزمن حيث المكان الذي يخبئ اجزاءها وهي تحارب الدعاة على مر الازمان, الشاعرة استطاعت ان تستدعي كل الاناث اللاتي كسرن اصفاد الكلمة واطلقنها تبحر في الفضاءات التي تحارب الاطلال.
في قصيدتها التي تحمل نفس اسم المجموعة اختزلت الكلمات واستطاعت ان توحد لوحاتها التشكيلية وعواطفها الجياشة في البحث عن الشريك الذي اختارت اشرعته وجهة الغياب القسري على الرغم من ان هناك نصف اخر من العمر الذي خططت تفاصيل عيشه قبل ان تنتفض الرياح باشرعة سفينة الراحل كامل حسين.
منذ الف عام
وشجرة الكالبتوس تعانق الغيوم
وتجيد التلصص بعناية تامة
عصفوران يلوذان بالسكينة والخوف
على غصن طاعن بالحب
ثمة عزف في السماء
وبقايا لحن مركون
الشاعرة استدعت شجرة الكالبتوس المتلصصة والعصفوران اللذان يلوذان بالسكينة التي تنتفض في كونهما معا ضد ذلك الخوف، الشاعرة استخرجت عناصر لوحتها وكتبتها بطريقة أخاذة لتضعنا على اعتاب الفرجة الشيقة لقصة لم تكتمل اركانها حين ودع احدهما الاخر في منتصف العمر تاركة فسحة لان تلتقي الارواح حين تعزف الحروف في السماء.