سمير خليل
وانت تدخل شارع الرشيد في بغداد من جهة منطقة الميدان يستوقفك مدخل صغير لمقهى من نوع خاص هو مقهى السيدة ام كلثوم ، جدرانه تعج بصور الظاهرة الغنائية العربية ام كلثوم مشكلة لوحة جميلة مع قدم المكان وعبق التراث مع انسياب اللحن والغناء الطربي الاصيل لسيدة الغناء العربي الذي يصدح في ارجاء المكان ويتردد حتى الشارع ،”الصباح الجديد” زارت هذا المقهى الاثري والتقت السيد يوسف حمد فهد احد رواد ومعاصري المقهى ليتحدث عن تاريخ ولادة هذه المقهى فقال :المقهى افتتحها المرحوم عبد المعين الموصلي عام 1953 في مكان وزارة الصحة حاليا ثم انتقلت مجاور وزارة لدفاع قبل ان تستقر في مكانها الحالي عام 1970 وبقيت مفتوحة لغاية يومنا هذا وخلال هذه الفترة تعاقب على ادارتها اشخاص عديدين ،كما انها خضعت لاعمال ترميم وتجديد بين فترة واخرى وآخرها كان عام 1996 ومع الاسف فان عملية الترميم اضرت بمجموعة من الصور النادرة التي ذهبت ضحية للتجديد”.
*بماذا تمتاز هذه المقهى عن باقي المقاهي ومن هم روادها؟
” اولا هذه المقهى لها خصوصية هي ان مرتاديها حين يدخلوها يتجردون من كل شيء تبقى نفوسهم صافية وتبداعلاقة من نوع خاص ايضا هي العلاقة مع النغم والطرب والصوت الاصيل والشعر والتراث ،اما روادها ف 90 بالمائة منهم هم من روادها القدامى واغلبهم من المثقفين والشعراء مثل سعيد العبيدي وزينب الفلوجي ومظفر الجميلي وبعضهم اهدى قصائد خاصة للمقهى علقت على جدرانها بالاضافة لفئات اخرى وكذلك الرياضيين، احب ان اذكر ان اغلب رواد المقهى خلال السبعينيات مثلا كانو من طلبة الجامعات”.
*وهل توجد مقاهي للسيدة ام كلثوم في باقي المحافظات وكذلك في الدول العربية؟
“المرحوم عبد المعين الموصلي كان قد افتتح مقهى مشابه في مدينة الموصل ولايوجد باقي المحافظات، اما على الصعيد العربي فهناك مقهى في مصر وكذلك في دول المغرب العربي وحتى في بعض الدول الغربية”.
*هل يرتادها اصحاب جنسيات اخرى ؟
“نعم ، اغلب زوار بغداد يزور المقهى وايام الجمع مثلا تشهد توافد اخواننا العراقيين المغتربين في مختلف دول العالم وكذلك ضيوف من لبنان واوربا بالاضافة الى الوكالات والفضائيات العربية والاجنبية”.
*برايك ، كيف حال المقاهي اليوم؟
“مع الاسف غير جيد، فالمقاهي حالها حال باقي منافذ الحياة الاجتماعية هي انعكاس لحال البلد، الوضع الاقتصادي والمادي ينعكس على الجميع، وشارع الرشيد الذي كان يعج بالناس حتى منتصف الليل يغلق ابوابه اليوم قرب الساعة السادسة مساء حيث تتوقف الحياة فيه تماما “.