أحلام يوسف
التظاهرات التي تشهدها معظم مدن ومحافظات العراق، أظهرت الوجه الحقيقي للعراقيين، فداخل كل بلد هناك الصالح والشرير، لكن الصالح هنا لا يشبهه أحد في العالم.
في العراق فقط شهدنا متظاهرين ثوار على الفساد والتخريب المتعمد، بادروا بإصلاح ما لم تستطع الدولة بميزانياتها المهولة وتحديدا المخصصة لأمانة العاصمة، فعجزت عن إعادة الحياة لأنفاق عدة تقع في محيط ساحة التحرير، اهملت فباتت مكبا للنفايات، برغم انها يمكن ان تدر ثروة على الدولة، فرسموها ورمموها وأحالوها الى أماكن جميلة، فبها رسم العراقيون صورتهم الحقيقية وصورة المسؤولين الحقيقية.
أسامة علي حمل فرش رسم ودلوين فيهما ألوان يقول: اليوم جئت الى هنا كي اضع بصمتي على جدران هذا النفق الذي شهد مدى استخفاف المسؤولين بموضوع الاعمار، وعلى روعة العراقيين، لم يحتج الموضوع الى ميزانية ضخمـة، بل الـى حـب وحـرص الثوار لنقـل حقيقـة سلميتهـم وبكونهـم ليسـوا مخربيـن كمـا يحـاول المسؤولـون إشاعـة هـذه الكذبـة.
رشا علي، كانت تمسك بمكنسة وتمشي بسرعة متجهة الى أحد السلالم لتقوم بتنظيفها مع اخرين كانوا يغسلون الممرات داخل الانفاق تقول: اشعر ان هذا واجبي تجاه وطني وتجاه المتظاهرين الذي لم يتوانوا عن قول لا للفساد والظلم والخراب، مع كل القسوة والعنف والاجرام الذي جوبهوا به، فما نفعله اليوم لإكمال صورة بهية للعراق، وصلت الى كل العالم. اليوم بدأ العالم يتحدث عن بطولة هذا الشعب العظيم، اليوم فقط، عرفت وتيقنت بان العراق بلد لا يشبهه أي بلد.
أحد المواطنين كـان مع ابنه يحمـلان معدات طبية، يقول معتـز الجنابـي: ما يحصل اليوم في العراق، وان انتهى بإصلاحات لا ترتقي الـى مستوى الطموح، فهـو انتصار، لان العراقي بتظاهراته اليوم ضرب بعرض الحائـط كل محـاولات المسؤولين لتفرقتـه، واخص بهذا الأجيال الحالية، هم أفضل منا بكثير، فنحن جيل جبان لم يقوَ على توحيـد كلـمتـه، لكنهم استطاعوا ان يكونوا أكثـر شجاعة مـنا، وحـدوا كلمتهـم ومواقفهـم، لم يرضـوا ان يكونـوا تحـت عبـاءة أحـد سـوى العــراق.
الصورة الجميلة التي نقلها المتظاهرون الثـوار، اثبتـت ان الثـورة انتصرت بالفعل، لأنها ولدت جيلا يمكن به ان نضمن مستقبلا حرا، خـال مـن العبوديـة والتبعيـة.
فقط في العراق.. متظاهرون يعمرون ما خربه وأهمله المسؤولون
التعليقات مغلقة