المظاهرات ايام الجمعة في الجزائر استمرت حتى دخلت شهرها التاسع دون انقطاع .
ولم يكن ثمة من دماء تراق ولا جرحى يتجاوزون الالاف
وفي لبنان دخلت المظاهرات يومها العاشر دون ان تكون هناك قائمة مرعبة للضحايا والجرحى .
أما في العراق فان المظاهرات الاحتجاجية الضخمة في معظم المحافظات العراقية اقترنت بسيل من الدماء الزكية وبأعداد ضخمة للغاية من الجرحى والمصابين ، وهذا ما عقّد الموقف الى حد بعيد .
واذا كان الاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات الامنية قد خفت حدته يوم الجمعة 25/10/2019 الاّ ان التقرير الخاص الصادر من لجنة التحقيق عن ما وقع في المظاهرات التي انطلقت مطلع الشهر كان مخيبا للامال حيث لم يضع النقاط على الحروف وكان بعيداً عن المهنية في حين أنّ المسؤول التنفيذي الأول اعتبره مهنيا وهذا صعّد من وتيرة الغضب الجماهيري ..
ان التعديل الوزاري الموعود به ليس الا حلقة من حلقات الاجراءات المتاخرة التي كان على الحكومة المبادرة اليها قبل اشتعال فتيل الأزمة
والمهم اننا اليوم أمام أمواج الشباب الذين لا ينتمون الى احزاب سياسية بعينها ، ولا يمكن اتهامهم بالعمالة للعفالقة لان معظمهم لم يكونوا قد خلقوا ابان الحكم العفلقي البائد وهم وطنيون حتى النخاع لا يرفعون الا العلم العراقي ولا يحلمون الاّ بتأمين العيش الكريم للمواطن العراقي .
ونحن لا ننكر ان هناك خلايا نائمة للدواعش وانَّ هناك مندسين أُجراء مدفوعين للتخريب ، ولكن هؤلاء لا يشكلون الا جزءً ضئيلا من المجموع الكلي للمتظاهرين، ولا يسوغ ان نتهم الشباب العراقي الوطني المخلص بأنهم من الخونة وباعة الضمائر ..!!
انّ هذه المظاهرات انما تعبر عن نفاد الصبر والوصول الى مرحلة اليأس من أية اصلاحات حقيقية يمكن ان يقدّمها المستحوذون على معاقد الامور الذين يريدون ان يكون الشعب خادماً لهم بدلاً من ان يدركوا انهم خدّام الشعب ..!
حسين الصدر