محادثات بين بوتين وإردوغان قبل ساعات من انتهاء مهلة أنقرة للأكراد
متابعة ـ الصباح الجديد:
حذّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، امس الثلاثاء، من أن الهجوم في شمال سوريا سيُستأنف “بعزم أكبر” إذا لم يستكمل الأكراد انسحابهم.
وصرّح إردوغان قبل توجّهه إلى روسيا لعقد لقاء مهمّ مع نظيره فلاديمير بوتين، أن “عملية (وقف إطلاق النار) إذا لم يجري احترام الوعود التي قطعها الأميركيون، ستُستأنف العملية بعزم أكبر”.
وأكد إردوغان أن “700 إلى 800” مقاتل كردي انسحبوا حتى الآن، مضيفاً أن بين 1200 و1300 آخرين يجب أن يغادروا المنطقة.
وأضاف “نتابع الأمر عن كثب. هذه العملية لن تنتهي من دون الانسحاب الكامل” للأكراد.
وشدد على أن مشروع إقامة “منطقة آمنة” التي يُفترض أن تمتدّ في البداية على طول 120 كلم من بلدة رأس العين إلى مدينة تل أبيض، يجب أن تتوسّع على 444 كلم من جرابلس إلى الحدود العراقية.
وقبل التوجه إلى منتجع سوتشي البحري حيث سيلتقي بوتين، أوضح إردوغان أن هذه المسألة ستكون في صلب المحادثات.
وقال “ستكون لدينا فرصة مناقشة (انسحاب) وحدات حماية الشعب الكردية من مناطق ينتشر فيها النظام”. وأضاف “نأمل إنقاذ هذه المنطقة من كارثة الإرهاب الانفصالي عبر تعاوننا مع روسيا”.
وأثار الهجوم التركي موجة تنديد على الساحة الدولية، خصوصاً من جهة الدول الغربية، لكن أيضاً من جانب مسؤولين إيرانيين وجّه إليهم إردوغان انتقاداً نادراً أمس.
وقال: “هناك أحياناً أصوات معارضة ترتفع في إيران. كان يجدر بالقادة الإيرانيين، بدءاً بـ(الرئيس حسن) روحاني، إسكاتها. هذا الأمر يزعجنا”.
والتقى فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان امس الثلاثاء في الروسية قبل بضع ساعات من انتهاء المهلة التركية للمقاتلين الاكراد في شمال سوريا المهددين بهجوم جديد بعد هدنة قصيرة.
ومن المقرر أن يبدأ اللقاء بين الرئيسين الروسي والتركي ووفديهما في منتجع في مدينة سوتشي بجنوب روسيا على أن يعقبه مؤتمر صحافي.
ورفض إردوغان دعوة وجهها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاثنين الى تمديد وقف النار.
وقال: “لم اتلق اقتراحا مماثلا من ماكرون. ماكرون يلتقي الارهابيين وقد اختار هذه الوسيلة ليبلغنا اقتراح الارهابيين”.
واذا كانت موسكو اعلنت تفهمها لبعض المطالب التركية، فانها احتوت في الواقع طموح انقرة عبر تشجيع الحوار بين دمشق والاكراد. وفي هذا السياق، استعادت قوات النظام السوري بناء على طلب كردي مناطق كانت في أيدي المقاتلين الاكراد بخلاف رغبة انقرة.
وقال احد مستشاري الكرملين يوري اوشاكوف امس الاول الاثنين ردا على سؤال عن المحادثات بين بوتين وإردوغان: “الامر الاساسي بالنسبة الينا هو تحقيق استقرار دائم لسوريا والمنطقة، ونرى ان ذلك ليس ممكنا الا باعادة وحدة أراضي سوريا”. من جانبه، زار الرئيس السوري بشار الأسد خطوط الجبهة الأمامية في بلدة الهبيط في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، على وفق ما أعلنت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي الثلاثاء.
واضافة الى سعيها لابعاد القوات الكردية من حدودها، تريد تركيا ان تنقل الى الاراضي السورية قسما من نحو 3,6 ملايين لاجىء سوري يقيمون على اراضيها. واشار وزير الدفاع التركي خلوصي اكار الاثنين الى أن “مليوني” سوري سيجري نقلهم. واسفر الهجوم التركي حتى الان عن مقتل 114 مدنيا ونزوح 300 الف آخرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهته، قال الكرملين لوكالة انترفاكس للانباء إن المحادثات بين بوتين واردوغان ستتناول “مكافحة الارهاب الدولي”، انطلاقا من حرص موسكو، على غرار الغربيين، على تفادي عودة الجهاديين في سوريا، علما بان نحو 12 الف جهادي من تنظيم الدولة الاسلامية معتقلون في سجون الاكراد، ويمكن ان يشكل الهجوم التركي فرصة لفرارهم. وندد الاوروبيون بشدة بالعملية التركية ضد حلفائهم الاكراد الذين يقاتلون الجهاديين، ما فاقم توتر العلاقات بينهم وبين أنقرة.