الملابس المستعملة.. حاجة أم موضة
أحلام يوسف
لم يتغير اهتمام الناس بالملابس المستعملة اليوم، بل يلقى رواجا عند الكثير، وتحديدا في بعض المناطق مثل باب الشرقي والكاظمية وبغداد الجديدة، يقول عبد الله اللامي صاحب احد المحال التجارية الخاصة ببيع الملابس المستعملة: قبل عقود من الزمن كان الناس والعراقيون تحديدا يخجلون حتى من الوقوف امام محل لبيع “البالة” اما اليوم فبات الامر اعتياديا جدا، لا بل هناك زبائن اعرفهم شخصيا من الطبقات الغنية لكنهم يفضلون الملابس المستعملة لسببين: أولا: سعرها الزهيد، فيمكن له شراء عشرة قمصان بثمن قميص واحد ماركة، السبب الثاني: ان تلك الملابس لا يوجد مثيل لها في الأسواق وبالتالي فمن يرتديها يكون متفردا بها.
هناك عدد من الدول الأوروبية إضافة الى الولايات المتحدة، تصدر أطنانا من الملابس التي يتبرع بها من الناس، وتحتل الولايات المتحدة الأميركية المركز الأول على قائمة تلك الدول، إذ يتبرع الأميركيون بنحو 4.7 مليارات رطل من الملابس سنويًا، وبعدها تأتي بريطانيا التي صدرت 351 ألف طن من الملابس المستعملة عام 2013، أي ما تعادل قيمته 600 مليون دولار، وفي كندا بلغت قيمة الملابس المستعملة المصدرة قرابة 133 مليون دولار أميركي، وكانت أهم البلدان المستوردة غانا، وباكستان، وأوكرانيا.
يقول عباس الربيعي أحد التجار للملابس المستعملة: في اميركا وبعض الدول الأوروبية، يحرص الشباب على ان لا يرتدوا الحاجة أكثر من مرتين، لأنهم يتعرضون للتنمر أحيانا، لذا فهو يتبرع بملابسه بعد ان يرتدي القطعة مرة او مرتين، فتصل جديدة، وأحيانا مع العلامة، فهناك من يشتري القطعة ومن ثم ينساها او لا تعجبه بعد ارتدائه لها.
رغد قدو الباحثة بعلم التسويق الالكتروني والمقيمة في بون الألمانية تقول في هذا الشأن: للأسف الملابس المستعملة التي تستورد من دول أوروبا او اميركا عادة يتبرع بها أصحابها للجمعيات والمؤسسات الخيرية، بغاية ايصالها الى الدول الفقيرة، لكنها تحولت الى تجارة ربحية.
ثم تابعت حديثها عن المراحل التي تمر بها قطع الملابس المستعملة: تمر هذه التجارة بعدة حلقات تبدأ بالجمعيات الخيرية التي تقوم بفرز الملابس المتبرع بها، وتذهب الى التجار بنسبة ثمانين بالمئة منها، ومهمتهم تصنيف هذه الملابس حسب النوع، والحالة، ويتم تجميعها داخل عبوات بلاستيكية يُطلق عليها بالات، تٌشحن في حاويات كبيرة ويتم شراؤها بالطن من كبار تجار الجملة، الذين يأخذ منهم بائعو التجزئة بضاعتهم لطرحها في أسواق الملابس المستعملة، لتصل الى المستهلك، آخر حلقات الدائرة.
مها سليم موظفة في احدى الدوائر الحكومية تقول: انا أحب شراء الملابس من أسواق البالة، وأحيانا اعثر على قطع رائعة وما زالت العلامة فيها، أي لم يرتدها أحد قبلي، وبسعر مناسب جدا، انا أجد ان ذلك يمثل ربحا او جائزة لي، لأني اشتري أحيانا “كوستما” رائعا ولماركة عالمية شهيرة، بسعر لا يتجاوز الأربعين الف دينار، في حين اشتري سترة واحدة بسعر خمسين الفا. ولكوني موظفة فانا احتاج شراء ملابس جديدة كل أسبوعين تقريبا، وبالتالي فالملابس المستعملة تفي بالغرض، وتساعدني على الشراء من دون ان اؤثر على احتياجات البيت.