متظاهرون يحرقون العلم التركي أمام مبنى الأمم المتحدة في أربيل
السليمانية ـ عباس كاريزي:
احرق آلاف المتظاهرين الذي تجمعوا امام مبنى ممثلية الامم المتحدة في مدينة اربيل باقليم كردستان العلم التركي منددين بالهجوم التركي على شمالي شرق سوريا.
وتجمع صباح امس السبت الاف المواطنين وممثلين عن عدد كبير من المنظمات والاحزاب السياسية في الاقليم امام مبنى ممثلية مقر الامم المتحدة، في اربيل، وهم يهتفون لنصرة الكرد في شمالي سوريا، منددين بالعدوان التركي على شمالي سوريا، الذي ادى الى مقتل وجرح المئات، وتشريد ما يقرب من 200 الف مواطن مدني حسب «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا».
واحرق بعض المتظاهرين العلم التركي تعبيراً عن سخطهم على السياسية التي يمارسها النظام بحق الكرد وشعوب المنطقة، مرددين شعارات وصفت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالفاشي والارهابي.
وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بوقف العدوان التركي على شمال وشرق سوريا.
وقال السياسي المستقل عضو مجلس النواب السابق الدكتور محمود عثمان، ان استمرار العدوان التركي ونجاحه في سوريا يمثل تهديدا كبيرا لاقليم كردستان.
واضاف عثمان في حديث للصباح الجديد، ان لتركيا اطماعا ليس في سوريا فحسب بل تمتد الى العراق وغيره من دول المنطقة، وان اردوغان يريد اعادة امجاد الدولة العثمانية، وفي حال تمكنه من احتلال المناطق الكردية في سوريا فان ذلك سيفتح الباب امامه لتوسيع نفوذه في اقليم كردستان بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني.
وبين عثمان ان قراءة الاوضاع والمواقف الدولية لدى القيادة السياسية الكردية كانت خاطئة، وان الدول العظمى تعير اهتماما وتتعامل مع الدول المركزية، وليس لديها اية موانع من التخلي عن الكرد وان تدير ظهرها لهم في اي منعطف يواجهونه.
واشار عثمان الى، ان مسلسل الاحداث التأريخية يثبت، ان تلك الدول تخلت عن الكرد في اغلب المراحل التاريخية في جمهورية مهابات واتفاقية الجزائر وحلف بغداد وطالب بعدم الانقياد وراء اجندات خارجية، لافتا الى ان الكرد في سوريا اخطأوا في توسيع رقعة القتال ضد داعش بالمناطق العربية في الرقة ودير الزور، وهو ما استفز تركيا وغيرها من دول المنطقة ودفعها الى اتخاذ موقف ضد الكرد في سوريا.
واكد ان الكرد لا يتخذون دروسا من التجارب التي تمر بهم ولا يتعلمون الية التعامل مع السياسة الدولية، لان المصالح التي تربط اميركا وروسيا بتركيا وايران والعراق اكبر من مصالحها مع الكرد.
من جانبه وجه رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني السبت، رسالة إلى الرأي العام حول الأوضاع التي تشهدها سوريا، أكد من خلالها أنه قام بمحاولات كثيرة خلال الفترة الماضية من أجل إبعاد الحرب وحالة عدم الاستقرار عن الشعب الكردي في سوريا.
وقال بارزاني في رسالته، إن «المناطق الكردية في سوريا تشهد أوضاعاً خطيرة، وخلال الفترة الماضية قمنا بمحاولات كثيرة لإبعاد الحرب وحالة عدم الاستقرار عن الشعب الكردي في سوريا ومنع تعرضه لكارثة جديدة».
وأضاف، أن «استمرار الحرب في ظل هذه الأوضاع الخطيرة يمثل تهديداً جدياً على حياة الناس، كما ينعكس على أمن واستقرار المنطقة»، وتابع « إن الوقت ليس مناسباً للمزايدات الفارغة والانفعالات، «يجب القيام بكل ما يمكن فعله لكيلا يدفع الأبرياء ضريبة هذه الأوضاع الخطيرة، وكذلك لقطع الطريق أمام إحداث تغيير ديموغرافي في تلك المناطق الكردستانية».
وبدأت العملية العسكرية التركية المدعومة من فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة، يوم الأربعاء المنصرم باستهداف مناطق متفرقة من شمالي سوريا، خصوصاً مدينتي «سري كانييه» و»كري سبي»، وتسببت بمقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن نزوح آلاف المدنيين باتجاه مدن ومناطق أخرى في كردستان سوريا، وأثار الهجوم التركي استياءً واستنكاراً دولياً في ظل خشية دول عدة من عودة تنظيم داعش، وحدوث أزمة إنسانية جديدة.
من جانبها أكدت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»، أن عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في المنطقة تسببت في نزوح 191 الف شخص حتى الآن.
ونشرت الإدارة بيانا في صفحتها على «فيس بوك» جاء فيه أنه «بسبب الاستهداف العشوائي من قبل الجيش التركي لمدن وبلدات شمال وشرق سوريا والاستهتار بحياة المدنيين، حدثت موجات نزوح كبيرة جدا تسببت في إفراغ مدن بكاملها من سكانها، حيث بلغ مجمل عدد النازحين اكثر من 191 نازحا حتى منتصف ليل الجمعة 11/10/2019».
وأضافت أن نزوح السكان في موجات متتالية امتد «من منطقة ديريك في أقصى الشرق وحتى كوباني في الغرب»، مع غياب شبه تام للاستجابة الإنسانية، بعدما أوقفت المنظمات الدولية أنشطتها وسحبت موظفيها الأساسيين.
ولفتت إلى أن «أهالي منطقة ديريك والقامشلي ينزحون إلى الريف الجنوبي بعيدا عن القصف بحثا عن الأمن والأمان، أما سكان الدرباسية ورأس العين فقد نزحوا إلى مدينة الحسكة وريفها وأهالي منطقة تل أبيض إلى الرقة والطبقة».
وتابعت: «مناطق شمال وشرق سوريا تضم ما يقارب مليون نازح من شتى مناطق سوريا قبل العدوان التركي، ما يشكل ضغطا سكانيا هائلا على هذه المنطقة التي تعاني مسبقا من التهميش وضعف الخدمات».
ودعت الإدارة الكردية إلى ضرورة وقف «العدوان التركي»، مناشدة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الاضطلاع بواجبهم لإيقاف هذا العدوان دونما تأخير، لأن الأزمة الإنسانية تزداد تعقيدا مع كل لحظة تمر.
وكان ابراهيم كالان مستشار الرئيس التركي، قد قال ان بلاده لن تسمح بانشاء كيان كردي ليس على الاراضي التركية فحسب بل وفي جميع ارجاء المنطقة.