متابعة ــ الصباح الجديد :
تعرض جنود أمريكيون قرب بلدة كوباني شمال الحدود السورية لإطلاق نار مدفعي من مواقع تركية، وفق ما أعلن البنتاغون الذي اشار إلى عدم وقوع إصابات بين الجنود الأمريكيين.
وحذر المتحدث باسم البنتاغون أن الولايات المتحدة جاهزة للرد على أي اعتداء بـ»عمل دفاعي فوري».
وأكد الكابتن بروك ديوالت بأن انفجارا وقع على بعد مئات الأمتار من موقع أمريكي قرب بلدة كوباني، وفي منطقة «يعرف الأتراك أن جنودا أمريكيين يتواجدون فيها». فيما أشار ديوالت إلى عدم وقوع إصابات بين الجنود الأمريكيين، وأن «القوات الأمريكية لم تنسحب من كوباني».
ونفت تركيا امس السبت استهداف قاعدة عسكرية أميركية في شمال سوريا بعدما قال البنتاغون إن قصف القوات الأميركية.
وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لوكالة أنباء الأناضول الرسمية «لم تطلق أي نيران إطلاقاً على موقع المراقبة الأميركية».
وقال إن تركيا ردت بإطلاق النار الجمعة بعدما قصفت وحدات حماية الشعب الكردية مركزاً لشرطة الحدود التركية انطلاقاً من تلال تقع على بعد كيلومتر من موقع المراقبة الأميركي في سوريا.
ويواجه الرئيس دونالد ترامب عاصفة من الانتقادات بعدما بدا وكأنه أعطى الضوء الأخضر لتركيا لتشن عمليتها العسكرية في الشمال السوري التي بدأت بعد إعلانه سحب الجنود الأمريكيين من هناك. ويذكر أن تركيا تستهدف قوات سوريا الديموقراطية الحليفة للولايات المتحدة في المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» التي استمرت خمس سنوات. وخسرت قوات سوريا الديموقراطية 11 ألف مقاتل في الحملة العسكرية التي قادتها واشنطن ضد التنظيم المتطرف. وكان أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين الجمعة في مؤتمر صحافي أن ترامب أجاز ولم يأمر بتفعيل «عقوبات جديدة كبيرة جدا» ليثني تركيا عن توسيع هجومها العسكري. وقال ديوالت «الولايات المتحدة تبقى على موقفها بمعارضة الخطوة العسكرية التركية في سوريا، وخاصة العمليات التركية خارج منطقة الآلية الأمنية وفي مناطق يعرف الأتراك بأن هناك قوات أميركية متواجدة فيها».
وتابع «الولايات المتحدة تطلب بأن تتجنب تركيا الأفعال التي قد تؤدي الى عمل دفاعي فوري».
وخاضت قوات سوريا الديموقراطية امس السبت، لليوم الرابع على التوالي، معارك عنيفة للحد من تقدم القوات التركية في مناطق سيطرتها في شمال شرق البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر ميدانية. وتمكنت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، والمدعومة بسلاح المدفعية والطيران، من السيطرة خلال الليل على 11 قرية حدودية، غالبيتها قرب مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، بحسب المرصد.
وتسعى القوات التركية إلى تطويق وعزل بلدة رأس العين (شمال الحسكة) ومدينة تل أبيض الحدوديتين، حيث تدور أشد المعارك بين الطرفين.
وقال مصدر من قوات سوريا الديموقراطية من داخل مدينة راس العين لفرانس برس «تصدت قواتنا لهجوم تركي من ثلاث محاور مع اسناد جوي ومدفعي عنيف على مواقعنا»، مشيراً إلى اشتباكات على جهات عدة في محيط البلدة.
وكان محللون توقعوا أن يقتصر الهجوم التركي في مرحلة أولى على هذه المنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض، ذات الغالبية العربية خلافا لغالبية المناطق الحدودية الأخرى ذات الغالبية الكردية، والتي يبلغ طولها أكثر من مئة كيلومتر. ونقل مراسل لوكالة فرانس برس قرب رأس العين سماعه لأصوات قصف عنيف، وشاهد مقاتلين من الفصائل السورية الموالية لأنقرة يتوجهون نحو جبهات القتال.
وأسفر القصف التركي والمعارك منذ الأربعاء، وفق المرصد، عن مقتل 74 مقاتلاً في قوات سوريا الديموقراطية وعشرين مدنياً. وفي الجهة المقابلة من الحدود، قتل خلال اليومين الماضيين 17 مدنياً في قذائف اتهمت السلطات المقاتلين الأكراد بشنها.
وتهدف تركيا من هجومها إلى إقامة منطقة عازلة تنقل إليها قسماً كبيراً من 3,6 ملايين سوري لديها. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إصراره على مواصلة العملية العسكرية برغم التهديدات الأميركية المتصاعدة ضده بفرض عقوبات «شديدة» على بلاده.
وبدأت تركيا هجومها، الذي دفع منذ الاربعاء نحو مئة ألف شخص للنزوح وفق تقديرات الأمم المتحدة، بعد يومين من سحب واشنطن عشرات من جنودها من نقاط حدودية في شمال سوريا ما بدا وكأنه ضوء أخضر أميركي لتركيا.
وبعدما طالته انتقادات لاذعة متهمة إياه بالتخلي عن الأكراد ومحذرة من عودة تنظيم الدولة الإسلامية، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركيا بتدمير اقتصادها في حال تخطت حدودها.
وسقطت قذائف مدفعية تركية مساء الخميس الماضي بالقرب من نقطة مراقبة أميركية في منطقة كوباني الحدودية في شمال حلب. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بروك ديوالت «يعرف الأتراك أن جنودا أميركيين يتواجدون فيها».